ضمن سياستها في استقصاء راهن الحركة الإبداعية في مختلف الأقطار العربية تقدم (الكلمة) هذا الشهر ملفا ضافيا عن راهن القصة القصيرة في مصر، به مجموعة من شهادات القصاصين وأحدث أعمالهم، وتقع مادة الملف في أربعة أقسام هي:

راهن القصة القصيرة المصرية

منتصر القفاش

مقدمة
هل هناك أزمة تمر بها القصة القصيرة المصرية؟ أم أن انتشار الإنتاج الروائي والاهتمام النقدي والصحفي به هما السبب في الإحساس بوجود أزمة؟ هل استخدام كلمة أزمة ليس صحيحا والأفضل الحديث عن تغيرات طرأت على الكتابة السردية مما يعني العكوف على دراسة بناء الكثير من الروايات التي يمثل فصولها قصصا قصيرة وفي الوقت نفسه دراسة المجموعات القصصية التي تشكل كل منها كتابا قصصيا حلقاته مترابطة؟.

أسئلة كثيرة تثار عند تأمل حال القصة القصيرة المصرية الآن. ويسعى هذا الملف إلى الاقتراب منها من خلال عدد من الدراسات والشهادات بالإضافة إلى استطلاع رأي مجموعة من المبدعين والنقاد حول رؤيتهم إلى أحوال القصة الراهنة. وكانت الأسئلة التي طرحت على المشاركين في الملف:

هل تأثرت القصة القصيرة بانتشار وغلبة الكتابة الروائية في السنوات الأخيرة؟ وإذا كان هناك تأثر كيف ترصده؟

ما أهم سمات الكتابة القصصية المصرية الآن؟

بالنسبة لك ما أهم المراحل التي مرت بها القصة القصيرة المصرية؟

من خلال تجربتك كيف تعرف القصة القصيرة؟

هل استطاعت الكتابة النقدية مواكبة التغيرات التي طرأت على القصة القصيرة؟

من الملاحظ ازدياد النشر الاليكتروني وكثرة المواقع التي تنشر القصص القصيرة هل ترك هذا أثارا في الكتابة القصصية؟ وهل حدث تغير نوعي في طبيعة متلقي القصص التي تنشر اليكترونيا؟

وتكشف القصص القصيرة المنشورة في هذا الملف عن تعدد تيارات القصة القصيرة المصرية واختلاف الرهانات الفنية التي تشغل بال كتابها. لكن السمة التي تبرز في الكثير من النصوص صعوبة تحديد ما يدفع الشخصية القصصية إلى فعل ما، فالدوافع متعددة بقدر اللحظات الخاصة التي تعيشها وبقدر ما تملك من مشاعر وأحاسيس وأفكار. حيويتها الأساسية في تناقضاتها وتضارباتها وعدم استقرارها على صيغة للاتساق والتناغم. لا تنشغل أن تسمي حالتها بل تنشغل بمناطق في التجربة الإنسانية يصعب إدراجها تحت مسميات بعينها. والشخصيات في هذه القصص تكاد لا تلفت انتباه أحد في الواقع الخارجي وتعيش حياة عادية جدا ضمن جموع غفيرة. وهم الكتابة القصصية ليس إظهار ما تعانيه في حياتها اليومية فقط إنما أن تسائل بالكتابة معنى " العادية " وتكشف عما تمتلكه من لحظات خاصة تبدو عابرة لكن مع تأملها أو الارتحال فيها تتكشف ثراءها وقدرتها على أن تدفعنا إلى إعادة النظر في مسمياتنا.