يشكل الشاعر والتشكيلي العراقي حكيم نديم الداوودي، نصه الشعري على وقع العزلة وهي تحاول أن تترك بعضا من أدران الحياة وانجراحاتها، وفي سعيه الحثيث الانصات الى ذاته يرصدها ويتبع صداها كي يكشف دلالة الغياب حين تملأ وجوده وتجعله بلا معنى وهو ما يدفع الشاعر أن يبحث عن عبور آخر هذه المرة الى معرفة السؤال وكنهه.

في الغسق أترك أثقالي

حكيم نديم الداوودي

 

1

في الغسق أترك أثقالي مركونة،

تحت طائلة الانتظار

بيننا زمنٌ قاحلٌ،

متخمٌ بالعصافير والزنابير،

وسياط من لعنات سود

وكلاب تعوي على زئير الأُسود

بينهم زمنٌ كالرغام

مدىً لا ينام

هلّم الينا الآن!

أننا ننسج وجه أيامنا،

 وفق منطق لا يجامل الوقت..

 

 2

أنت َفي حلمي،

وجودٌ وغياب

وفي صحوي،

ظِلٌ وعِتاب

أنت وهلٌ وامضٌ

أنت سرٌ غامضٌ

أنت ماذا......

يا هذا؟

أنت في سِرّي شفاءٌ

وفي كشفي عَذاب..

 

3

أيها الجسد الغارب في النحول؟

ايها النهار الكسول؟

لك كل كينونتي،

مجدي موهبتي

اسفحها فوق سطوع

مرايا الرحيل

أتأمل وأرنو لك التّحول،

وليَ انتظارك المُمل..

 

4

يتحدى ركام الظلام

كل خمرة تنطوي،

على قدر المتعة

كل شهقة لها مبرر

الى الضفاف النائية..

 

5

كنُا نسكن في كنف الحزن،

حياةٌ بلا رواء،

في بيت من قصبٍ وحجر.

ورميت في عراء

الغربة كل مسار،

يذرف الاسئلة،

ولا مِنْ مُجيب..

 

6

يهرم القوام، ولا يهرم الزمن

يخضل إهابنا،

في الحلم بالدهاء

ضدّ كل وباء

في أوان الخراب سيّان

أن تشيّبك الأيام

او تشتبك مع السراب..

 

7

في صومعة الغياب

ارتدي كل ثيابه وكذا عِطره

هو في كنف النجوم،

فكيف اُسلمّه عناني

أنا زماني عصيّ عليّ

مَنْ يعلّمني الف باء الوصول،

والمراوغة؟!

الغد مرتاح ٌفي غيهبه،

وأنت من تعجن حزنه،

 في المنفى ليل نهار..

 

 8

كيف تغسل جرحك

من صرير السكاكين؟

كيف تقلّص في ممشاك

صوت خطاك؟

كيف تُرّوض دهشتكّ؟

كيف يحزّ قلبك هذا الحريق؟

دلّني على مسار الاسئلة!

أو خذْ بناصية المتاه

كالراية فوق الرابية..

 

شاعر وفنان تشكيلي عراقي مقيم في السويد