هو ذاك استباقي حَشْرَجَة الروح،
حين تنهال الأسمــاء ذات مَـولـدٍ،
تَضرَّعَ بـعـطـرِ الخلودِ،
وبمـــاء الشّمس تَوضّـــأ ..
هو ذاك اشتياقي لاجتِياز الـشّـوق ،
عَبر أوْرِدَة الطّيْـر الُمهاجرة ،
ذات مساءات بـاردة .
وحين تُمسك بي العِـــلاّتُ ،
تُوغِـلُ الظّنون في فَضْـحِ الحنين،
و تَعْريةَ الجَلَـد الدّفين.
هي الأنـواء تُبللُ الأفْـق العَطِـشَ..
تُظَلّلُــها الغَيماتُ الرّائحـاتُ على مَـهَـــل ،
فتُورِقُ الرؤيـا مَنبِـتاً للحنين..
يَحضُـن شَجَن العاشقين،
ويَطمُرُه في سَراديبِ الوداع،
يُصلّي مِن عَلى شُرفته عند كل وَصْـل..
و ينحتُ على جدار الغروب،
شَمسا ضَـلَّتْ عَـرينهــا ،
و آوت إلى مُنْحنَــى الكـون ،
لَعلّ دروب السَّحَــرِ تُنير مَوطئَ العُيون ،
وتَدْحُو شَظايا الأنين عن جُفون السّاهِرين ..
فَيَعْدُ الخَطْــوُ المُسَجَّـرُ بالشّوق
صَوبَ امتلاكِ الأفق،
واصطياد طَـرائدَ الّلحَظـات ،
وبَهْجَـــةَـ الأنــــواء.
وأنحو أنا إلى مُبتدأ الكون،
واستِـهــلال الخَليقَة ..
لأتجلى فـَرَحـا طُفوليـا،
لم تُخالطْه خُرافات الأهواء،
أو تُدَنّسْهُ اقتـرافــــاتُ الأنبـاء..
هو ذاك اعتلائي سَحابَـةَ الوَجــدِ ،
حالمــا ما بَقيتُ ، صَونا لرُؤيا الخُلود،
وحارسـا للغروب كي لا يعــود!!