"الى أرواح أصدقائي الشعراء الذين رحلوا.. علي الجندي، ممدوح عدوان، فواز عيد.. والذي لازال حيا أطال الله عمره علي كنعان"
يممت وجهك للسماء
وقلت للنهر انتظرن
فإن رجعت، فلا عتابا أو ملاما
وإن رحلت، فعمت يا بردى مساء
من حنين لايكل
وعمت يا بردى سلاما
يممت وجهك للشام وقلت:
ياشام انتهى مابيننا
هرب الزمان فعلميني
كيف أسرد ماتبقى
من طفولتنا حكايا
من فتوتنا احتراقا
من كهولتنا هياما
أبدا عشقتك.......
كل شيء زائل إلا الهوى
فهو المطاعن
لايشق غباره
وهو المحصن
لاترد نباله
وهو الذي لا يستجيب لتائب إلا لماما
ردي علي صبابة العشاق
كي أرد الينابيع التي ردت الى الصديان
وجدا مستبدا
ثم أطلقت الحماما
أنا ما هجرتك يا دمشق
وما عتبت
ولا ذرفت دموع صب
لم يجرب بعد شفة وجده
أويلمس الأحجار فيك
ولا يقبل ياسمينة بيته
أنا لم أبح فيك الحراما
أنا مارضيت لك افتراقا
أو عذابا أو سقاما
أودعت فيك أحبتي
فالجرح جرحي
أستضيء بنوره دربا
وأقتحم المدائن والظلاما
لم يرضه كبر العظام
فكلما اشتدت مواجعه تسامى
واعتد في ملكوته متشامخا
متسامحا
متوهجا قدا، وهاما
أدمنته عمرا وأدمنني
وأوغل في منافي التي لاتنتهي أبدا
وضاعا
فاذا غفت عيناي أسرف في توهجه
وناداني
وغنى ما استطاعا
ترفا يصارع وجده
في أضلعي
وكأنني الصب الوحيد بعالم العشاق
أصرخ
أيها الجرح اتعظ رفقا
وخفف وثبة الخطو اندفاعا
يا أيها الجرح الذي أبقى علي ليستريح
وحل في جسدي وشاعا
) قم ناج جلق ( واسترق سمعا
لأفئدة توسدها الثرى
واستوطنته فما تداعت أو تداعى
وانشر عليها من لدنك سلافة،
وندى
وأسرارا مباركة
وقل للياسمينة لاترقي
واحجمي عن دمعة زفت لفرقتنا الوداعا
بلغ أحبتنا بأنا لانزال معمدين بشعرهم
أبدا نردده
ونحمله
ونرويه
تباعا
ولربما ننسى فتسعفنا الكؤوس
ونسترد الرشد قافية
وأبياتا تداعى
يا أيها الجرح اتقد شيئا فشيئا والتهب
من شوقنا الظامي
ولاتستلق من تعب على الشطآن
أو تطو الشراعا
صنوان نحن
فان رغبت تجمعت فينا الشآم
وان عرضت
فلا تجد في هذه الدنيا متاعا..