حياة وموت الشاعر
بالتأكيد كان أسامة الدناصوري أحد الأشخاص القليلين الذين أثروا في حياتي، ليست فقط حياتي ككاتب، فكتابتي لا يعرفها إلا القلة من المحيطين بي، ولكن كإنسان عادي لعبت الصدف السعيدة من الأصدقاء دورا في حياته، بل غيرت من هذا المسار. كان أسامة الدناصوري أحد العلامات الجميلة التي قابلتها في نهاية سنوات الجامعة بكلية العلوم جامعة الإسكندرية. عرفته في البداية من إحدي قصائده المعلقة علي لوح خشبي في أحد ممرات الكلية المليئة بأبخرة المواد الكيمائية والمكتوبة بخط يده، الخط الذي سأعتاده كثيراً بعد ذلك عندما كان يطلعني علي قصيدة جديدة له. وبعدها رأيته وهو يلقيها في أحد مدرجات الكلية الباردة، رغم هذه البرودة إلا أن صوت الشاعر كان يبعث في المكان روحاً أخري. كان اسم القصيدة "عودة الشاطر المنهزم". وبرغم ما يحويه الاسم من رومانسية أوائل الثمانينيات، إلا أن استخدام كلمة "الشاطر" جعلها تنتمي لإحساس آخر، لنموذج إنساني ليس هو المكافح الطبقي أو الثوري الذي ينتمي لأجيال سابقة، وكذلك ليس هو الفارس المتعالي بفروسيته. وإنما كانت الكلمة تشير لشخص مزيج بين المثقف والشخص العادي الحاذق ابن الحيلة والشطارة. حتي إحساس الانهزام كان مبطنا بفرح خفي. الانهزام، حتي ولو كنت منتصرا في الحب، كان هو النموذج المؤثر لتلك الفترة، النموذج الملهم للشعراء ولمن يعيشون تحت مظلة حب الشعر مثلي. أحببت قصيدة أسامة وسعيت للتعرف عليه، وقابلني بكل التواضع والخجل، والذي كان يحفظ تحتهما زهوا وثقة ونضجا مبكرا. ومن يومها استمرت علاقتنا حتي وفاته منذ عدة أيام. لم تفرقنا الحياة كما حدث مع جميع أصدقاء الكلية، واستمرت علاقتنا لمدة أربعة وعشرين عاما. ولا أجد سببا لهذا سوي اننا ننتمي لمرجع واحد وهو الشعر أو حياة الشعر. هو المرجع الذي حافظ علي علاقتنا، بالرغم مما مر بها من تقلبات، أي أن انتماءنا الحقيقي لهذا العام الشعري ورموزه وخيالاته وإنسانيته، ورهاننا أن هناك روحا أخري تسري في الكلمات، ولها القدرة علي التغيير، علي الأقل علي تغيير أنفسنا، هذا الانتماء حفظ الصداقة من القطيعة والترهل. لم نكن مصلحين اجتماعيين ننتمي لتيارات سياسية، تلك التي امتلأ بها الواقع الثقافي في الستينيات والسبعينيات، وإنما التزامنا الإنساني الواسع وجد في الشعر والمخيلة واللغة أدوات للتغيير. داخل هذا الكيان الشعري كنا نطمح لنموذج إنساني يبحث عن الاتساق بين الحياة والمخيلة وأن نطبق ما نؤمن به من حرية ونشوة وأخلاق جديدة. الأمر الذي جعل حياتنا معرضة للخطر ولاهتزازات داخلية عنيفة، ولتشوش وصل إلي حد فقدان الثقة في كل شىء، وفي الصداقة نفسها. ولكن لاننا لم نكن مجرمين أو قطاعي طرق، أو لدينا طموحات الصعود الاجتماعي، بل كنا أناسا عاديين لدينا مثل ألعي. حفظنا هذا المثل الأعلي من الضياع، إن نكون غير ما تمنيناه لانفسنا، اعتقد ان هذا المثل الشعري الأعلي كان الشريك الثالث في صداقتنا. المزية لحياة الشعر والمخيلة والرموز إنها تقربك من عالم حقيقي كثيف، بالرغم من أنه عالم رمزي، تقربك من قسوة وعنف وفضيحة تكتنف الحياة. عالم حقيقي وليس جميلا، وجماله الوحيد هو في طريقة صياغة هذا العالم بجمل وكلمات مؤثرة. أحيانا كنا نفرح ونحن نكتشف عيبا سارحا في نفوسنا، ما كان يخفف من وطأة الاكتشاف هو العبارات التي كنا نصف بها عيبنا. جمال الكلمات كانت تواسينا وتخفف عنا، وتضيف لموهبتنا رصيدا في ذلك العالم الآخر الذي ننتمي له، لكوننا الشعري. لقد اجترحنا متعتنا الخاصة داخل هذه الحياة الفقيرة منزوعة الخيال، بل أكسبنا تلك الحياة الفقيرة مجموعة من الرموز والصور والخيالات وطموحات مجانية بلا هدف. من أين كنا سنأتي بغرف ومقاه تمتلىء بكل هذه الأحلام والأفكار والنقاشات، في وقت لم يكن طموحنا ان نصبح أثرياء أو رجال أعمال أو حاملين لدرجات علمية رفيعة. هناك أشياء كانت مقصاة من جدول أعمال حياتنا، ولكن في الوقت نفسه لم نكن فاشلين أو مهزومين. هناك حياة انتزعناها نزعا، مزيج من خبرة الشعر وخبرة الحياة وبعض الصفات الشخصية الناجحة، جعلتنا لا نزدري أنفسنا وننظر لها باحترام. بجانب كل هذا كان أسامة يمتلك مرجعا يخصه وحده وغير قابل للمشاركة، وهو المرض، وهو ما جعل لزهده ومحبته للحياة معني وجوديا عميقا. سيرة المرض الذي بدأ مع الطفولة وتطور في آخر اثنتي عشرة سنة من حياته الي فشل كلوي. القرب من الموت جعل هناك مكانا سريا. شيء شبيه بغرفة الصراخ. لا يمكن استمرار الحياة بجانب هذا التهديد اليومي إلا بقوة تحمل وببطولة ما، بطولة الوعي، لقد أنضج الموت المؤجل أسامة. بالرغم من ان هذا العصر لا يطرح نماذج حالمة، إلا أن هناك حالمين مازلوا قادرين علي خلخلة هذا القانون، أسامة كان واحدا من هؤلاء. أخذ أسامة معه سر هذا التحمل الجميل للمرض، كان يخفي زهوه بقوته هذه ، ويرصد بدقة عيوننا المتألمة وهو يحكي عن تاريخه. بالرغم من شكواه ودقة شروحاته لمرضه وأعراضه ولكل حالات اعتلاله، إلا أنك تشعر أن الموت بعيد. فهذه الدقة مثل دقة الموظف الروتيني الذي يسيطر علي أرشيف حياته. حتي صدقنا أن الموت بعيد بعيد، وبدأت أسطورة حياته تخفت، إلي أن جاء الموت وأحياها. جاء الموت ليرد له اعتباره، بنص يوميات فريد كتبه تحت تأثير الموت القريب. في الأيام الأربعة التي قضاها أسامة في المستشفي قبل موته، كانت حالته تتذبذب بين الحياة والموت، وكنا نحن أصدقاؤه تتذبذب حالتنا مع تقارير الأطباء والتحاليل. في أحد هذه الأيام تركناه ومساحة الأمل زائدة في عيوننا. في الطريق طالعتني بداية قصيدة لم أسطرها وظللت ارددها في ذاكرتي: "عندما تخرج من عند أسامة فرحانا، عانق أول من تقابله، واصرف نقودك ببذخ النجاة من المؤلف". كنا نتشبث بالأمل وهو معنا ، الأمل الذي انحني ظهره خلال تلك الأيام الأربعة من كثرة المتشبثين به. ونحن وقوف علي قبره القابع تحت شجرة وارفة بقريته بعزبة عدس، محلة مالك مركز دسوق، انبري أحد شباب القرية لينعي أسامة امام المشيعين، وبعد أن ارتجل الديباجة المناسبة لتلك المواقف، أخذ يتحدث عن الشاعر وكتاباته التي ستشفع له، فالشاعر شىء نادر في الحياة. كان يتحدث بنبرة فخر لهذا الشاعر الذي ينتمي لقريته. أتمني أن يكون موت أسامة ملهما لمن حوله، فمازال هذا النوع من التعبير له القدرة علي أن يلهم حياة آخرين. الموت هو أسطورة الشاعر التي تعيش تحت جلده ولكنه لا يراها. وسط كلماتنا وأشعارنا التي لا نعرف الي أين تتجه، وفي أي قلوب وعقول تستقر، وأي خيالات تشحذ، ما علي الشاعر إلي أن يتمسك بتضحيته لانها وسيلته لرفع الحياة إلي مرتبة مسئولة، ليس تجاه الناس، بل تجاه معني الحياة نفسه. الشاعر يرد للحياة معناها. أمام هذا الفقد أشعر بفراغ عميق وبجوف حزين، أشعر أن نهايتك جزء من نهايتي، ولكنه الجزء المشرق والمشبع، ففي أي لحظة غاب الموت عن بصائرنا؟ أدعو لك يا صديقي بالرحمة، ولسهير زوجتك، ولوالدتك، ولأخيك علاء، ولأختك إيناس، ولأقاربك ولأصدقائك الذين كونوا بأجسادهم سورا حميما التف حول المستشفي الذي مت فيه، وحول جسدك أينما تحرك.
بالتأكيد كان أسامة الدناصوري أحد الأشخاص القليلين الذين أثروا في حياتي، ليست فقط حياتي ككاتب، فكتابتي لا يعرفها إلا القلة من المحيطين بي، ولكن كإنسان عادي لعبت الصدف السعيدة من الأصدقاء دورا في حياته، بل غيرت من هذا المسار. كان أسامة الدناصوري أحد العلامات الجميلة التي قابلتها في نهاية سنوات الجامعة بكلية العلوم جامعة الإسكندرية. عرفته في البداية من إحدي قصائده المعلقة علي لوح خشبي في أحد ممرات الكلية المليئة بأبخرة المواد الكيمائية والمكتوبة بخط يده، الخط الذي سأعتاده كثيراً بعد ذلك عندما كان يطلعني علي قصيدة جديدة له. وبعدها رأيته وهو يلقيها في أحد مدرجات الكلية الباردة، رغم هذه البرودة إلا أن صوت الشاعر كان يبعث في المكان روحاً أخري.
كان اسم القصيدة "عودة الشاطر المنهزم". وبرغم ما يحويه الاسم من رومانسية أوائل الثمانينيات، إلا أن استخدام كلمة "الشاطر" جعلها تنتمي لإحساس آخر، لنموذج إنساني ليس هو المكافح الطبقي أو الثوري الذي ينتمي لأجيال سابقة، وكذلك ليس هو الفارس المتعالي بفروسيته. وإنما كانت الكلمة تشير لشخص مزيج بين المثقف والشخص العادي الحاذق ابن الحيلة والشطارة. حتي إحساس الانهزام كان مبطنا بفرح خفي. الانهزام، حتي ولو كنت منتصرا في الحب، كان هو النموذج المؤثر لتلك الفترة، النموذج الملهم للشعراء ولمن يعيشون تحت مظلة حب الشعر مثلي. أحببت قصيدة أسامة وسعيت للتعرف عليه، وقابلني بكل التواضع والخجل، والذي كان يحفظ تحتهما زهوا وثقة ونضجا مبكرا. ومن يومها استمرت علاقتنا حتي وفاته منذ عدة أيام.
لم تفرقنا الحياة كما حدث مع جميع أصدقاء الكلية، واستمرت علاقتنا لمدة أربعة وعشرين عاما. ولا أجد سببا لهذا سوي اننا ننتمي لمرجع واحد وهو الشعر أو حياة الشعر. هو المرجع الذي حافظ علي علاقتنا، بالرغم مما مر بها من تقلبات، أي أن انتماءنا الحقيقي لهذا العام الشعري ورموزه وخيالاته وإنسانيته، ورهاننا أن هناك روحا أخري تسري في الكلمات، ولها القدرة علي التغيير، علي الأقل علي تغيير أنفسنا، هذا الانتماء حفظ الصداقة من القطيعة والترهل. لم نكن مصلحين اجتماعيين ننتمي لتيارات سياسية، تلك التي امتلأ بها الواقع الثقافي في الستينيات والسبعينيات، وإنما التزامنا الإنساني الواسع وجد في الشعر والمخيلة واللغة أدوات للتغيير. داخل هذا الكيان الشعري كنا نطمح لنموذج إنساني يبحث عن الاتساق بين الحياة والمخيلة وأن نطبق ما نؤمن به من حرية ونشوة وأخلاق جديدة. الأمر الذي جعل حياتنا معرضة للخطر ولاهتزازات داخلية عنيفة، ولتشوش وصل إلي حد فقدان الثقة في كل شىء، وفي الصداقة نفسها.
ولكن لاننا لم نكن مجرمين أو قطاعي طرق، أو لدينا طموحات الصعود الاجتماعي، بل كنا أناسا عاديين لدينا مثل ألعي. حفظنا هذا المثل الأعلي من الضياع، إن نكون غير ما تمنيناه لانفسنا، اعتقد ان هذا المثل الشعري الأعلي كان الشريك الثالث في صداقتنا.
المزية لحياة الشعر والمخيلة والرموز إنها تقربك من عالم حقيقي كثيف، بالرغم من أنه عالم رمزي، تقربك من قسوة وعنف وفضيحة تكتنف الحياة. عالم حقيقي وليس جميلا، وجماله الوحيد هو في طريقة صياغة هذا العالم بجمل وكلمات مؤثرة. أحيانا كنا نفرح ونحن نكتشف عيبا سارحا في نفوسنا، ما كان يخفف من وطأة الاكتشاف هو العبارات التي كنا نصف بها عيبنا.
جمال الكلمات كانت تواسينا وتخفف عنا، وتضيف لموهبتنا رصيدا في ذلك العالم الآخر الذي ننتمي له، لكوننا الشعري. لقد اجترحنا متعتنا الخاصة داخل هذه الحياة الفقيرة منزوعة الخيال، بل أكسبنا تلك الحياة الفقيرة مجموعة من الرموز والصور والخيالات وطموحات مجانية بلا هدف.
من أين كنا سنأتي بغرف ومقاه تمتلىء بكل هذه الأحلام والأفكار والنقاشات، في وقت لم يكن طموحنا ان نصبح أثرياء أو رجال أعمال أو حاملين لدرجات علمية رفيعة. هناك أشياء كانت مقصاة من جدول أعمال حياتنا، ولكن في الوقت نفسه لم نكن فاشلين أو مهزومين. هناك حياة انتزعناها نزعا، مزيج من خبرة الشعر وخبرة الحياة وبعض الصفات الشخصية الناجحة، جعلتنا لا نزدري أنفسنا وننظر لها باحترام.
بجانب كل هذا كان أسامة يمتلك مرجعا يخصه وحده وغير قابل للمشاركة، وهو المرض، وهو ما جعل لزهده ومحبته للحياة معني وجوديا عميقا. سيرة المرض الذي بدأ مع الطفولة وتطور في آخر اثنتي عشرة سنة من حياته الي فشل كلوي. القرب من الموت جعل هناك مكانا سريا.
شيء شبيه بغرفة الصراخ. لا يمكن استمرار الحياة بجانب هذا التهديد اليومي إلا بقوة تحمل وببطولة ما، بطولة الوعي، لقد أنضج الموت المؤجل أسامة. بالرغم من ان هذا العصر لا يطرح نماذج حالمة، إلا أن هناك حالمين مازلوا قادرين علي خلخلة هذا القانون، أسامة كان واحدا من هؤلاء.
أخذ أسامة معه سر هذا التحمل الجميل للمرض، كان يخفي زهوه بقوته هذه ، ويرصد بدقة عيوننا المتألمة وهو يحكي عن تاريخه. بالرغم من شكواه ودقة شروحاته لمرضه وأعراضه ولكل حالات اعتلاله، إلا أنك تشعر أن الموت بعيد. فهذه الدقة مثل دقة الموظف الروتيني الذي يسيطر علي أرشيف حياته. حتي صدقنا أن الموت بعيد بعيد، وبدأت أسطورة حياته تخفت، إلي أن جاء الموت وأحياها. جاء الموت ليرد له اعتباره، بنص يوميات فريد كتبه تحت تأثير الموت القريب.
في الأيام الأربعة التي قضاها أسامة في المستشفي قبل موته، كانت حالته تتذبذب بين الحياة والموت، وكنا نحن أصدقاؤه تتذبذب حالتنا مع تقارير الأطباء والتحاليل. في أحد هذه الأيام تركناه ومساحة الأمل زائدة في عيوننا. في الطريق طالعتني بداية قصيدة لم أسطرها وظللت ارددها في ذاكرتي: "عندما تخرج من عند أسامة فرحانا، عانق أول من تقابله، واصرف نقودك ببذخ النجاة من المؤلف". كنا نتشبث بالأمل وهو معنا ، الأمل الذي انحني ظهره خلال تلك الأيام الأربعة من كثرة المتشبثين به.
ونحن وقوف علي قبره القابع تحت شجرة وارفة بقريته بعزبة عدس، محلة مالك مركز دسوق، انبري أحد شباب القرية لينعي أسامة امام المشيعين، وبعد أن ارتجل الديباجة المناسبة لتلك المواقف، أخذ يتحدث عن الشاعر وكتاباته التي ستشفع له، فالشاعر شىء نادر في الحياة. كان يتحدث بنبرة فخر لهذا الشاعر الذي ينتمي لقريته. أتمني أن يكون موت أسامة ملهما لمن حوله، فمازال هذا النوع من التعبير له القدرة علي أن يلهم حياة آخرين. الموت هو أسطورة الشاعر التي تعيش تحت جلده ولكنه لا يراها. وسط كلماتنا وأشعارنا التي لا نعرف الي أين تتجه، وفي أي قلوب وعقول تستقر، وأي خيالات تشحذ، ما علي الشاعر إلي أن يتمسك بتضحيته لانها وسيلته لرفع الحياة إلي مرتبة مسئولة، ليس تجاه الناس، بل تجاه معني الحياة نفسه. الشاعر يرد للحياة معناها.
أمام هذا الفقد أشعر بفراغ عميق وبجوف حزين، أشعر أن نهايتك جزء من نهايتي، ولكنه الجزء المشرق والمشبع، ففي أي لحظة غاب الموت عن بصائرنا؟ أدعو لك يا صديقي بالرحمة، ولسهير زوجتك، ولوالدتك، ولأخيك علاء، ولأختك إيناس، ولأقاربك ولأصدقائك الذين كونوا بأجسادهم سورا حميما التف حول المستشفي الذي مت فيه، وحول جسدك أينما تحرك.