بين ثنايا الصورة والقصيدة، يسافر بنا الشاعر العراقي المغترب في لحظة عبور مجازية على البياض. وهي لحظة جمالية بامتياز، حيث كيمياء التشكل التي تكشف على مجاهل النص.

توجس

حكيم نديم الداوودي

كتبت في وصيتها الاثيرية رجاء ..لا تغيب عن نافذتي

 

هي من مَدْيَنَ

أو من مُدنٍ اُخرى

من أروقة التلد الباذخ

خرجتْ من شهقة اسطورة

من سقفِ حَكي ٍ مندثر

هي

جمرةُ الحاضر

جاثية ٌ بيننا الآنَ وغداً

تتدثّرُ بوغفِ الخلود

لها جثومٌ في المُخيلة

وفي الحضور

سارسُمها

الوّثُ فرشاتي بدم اوجاعها

هي مثلنا

عاشت هنا وهناك

في مشيمة التقلبات

صُلبة ٌومرنةٌ

سلطانة ٌصعبةُ المِراس

هي في دمعة المُزن

في لجّة السّهر

 في ورم ِ الريح

هي قوقعةُ السرّ

نداوة ُ

الزمن الجديبِ

سنبلة ٌ

فيها مئة ُ أمنية

نرجسةً

تُغري الهوامَ والضوء

كنتُ أعرفها قبلَ أنً تعرفني

نسمة َ خلد

 سُلمَ الفرحة

تتقمّصنا وتعشقنا

هي

سِلمٌ شفيفٌ

يُفضي

الى ليل صيفي

....

شهقةُ الطائر

       والشجر

 والنجمة

والحجر والجمر والغثيان

والمرض والبلل

راحلة ٌ تغوصُ في المتاه

جوهرة ٌ

يُستعصَى تفسيرُ لونها

شغفٌ

يُمسّدُ غيظَ المعضلة

صيفٌ

برفقة الزمهرير

وبَلٌ

يغسل مجون الحياء

ترى مَنْ تكونُ؟

 

طلسم

أنا مثلك أجهلُ مَنْ هي

رأيتها ، لا

لم أرَها أبداً

ربّما كانت تمرة ً جفّ رواؤها

عصفوراً تهالك ريشُه

صفيراً

جاء بصحبة مُصادفة

وغفاً

لامسَ حاشية َ صحوي

مِلحاً

ضمّخ طعمَ حسائي

خبلاً

خلخلَ ميزان عقلي

 هي لاشيءٌ

أدمتْ شيئاً فيّ

معادلة ٌ

لكسل كيميائي

لكنها

ريشة ٌ خلّاقة ٌ

لها لمسةُ الجِنّ

 تُمشّطُ أشنات جنوني

اغماضة ٌ

تُريني ما لا تراه الأعينُ

سبيلٌ مجهولة ٌ

تأخذني الى غيهب مجهول

اغذّ خُطاي راحلاً

ساهياً

تائهاً

مبحلقاً في ظلّ هدوئي

وحيداً

ضيّعني نجمي

 وتلقفني هذياني

و..ه . ل.. و..ستي

 

شاعر وفنان عراقي         

السويد 2011