آثرت الشهادة الدالة على تجربة الشاعر العراقي الكبير مع نيويورك أن تتجنب الطريق المعهود التي اقتفاه الشعراء منذ هجا لوركا هذه المدينة، وأن تقدم لنا غزليتها النثرية فيها بعدما وقع الشاعر في هواها.

نيويورك التي أحببت

سعدي يوسف

بيتر موني Peter Money شاعرٌ صديقٌ من ولاية فيرمونت. كنّا نتراسلُ لستّ سنوات، ونتبادلُ قراءة نصوصنا الجديدة. بيتر موني شاعرٌ ممتازٌ، وأحدُ طلبة ألان غينزبرغ. هو أستاذ جامعة. أودعَ ابنتَه لدي أصدقاء، وجاء يلقاني في نيويورك. ترافقْنا ثلاثة أيامٍ، وأهداني " هارمونيكا " حقيقية. قال : الهارمونيكا مبارَكة. اعزفْ عليها تنقذْكَ من عنتٍ وضِيقٍ. سعد أبو الـحَبّ، ابنُ العائلة العريقة، الفنّان، دعاني وبيتر إلي مطعمٍ يابانيّ. قال إن د. محمد مهدي (الراحل) دعاه إلي المطعم ذاته، ليلةَ زفافه هو (أي سعد). فيونا، الرائعة، الإنجليزية، من إيسلنجتون اللندنية، التي كانت في دار فابر أند فابر (دار نشر إليوت) والتي تتولّي الآن دار نشر غراي وولف بولاية منيسوتا، جاءت إلي قراءتي في بيت الشعر النيويوركي. قالت إنها مستعدة لنشر مجموعة شعرية جديدة لي باللغة الإنجليزية. سنان أنطون وبيتر موني قالا لها إنهما سيقومان بترجمة قصائد لي كُتِبَتْ مؤخراً. القصائد لن يقل عددها عن الخمسين. لكأنّ الصفقة تمّت حقاً. فيونا سعيدة !