عن عمر يناهز الثمانين عاماً رحل الشاعر الكبير يوسف الخطيب (سيف فلسطين) ووري جسده الطاهر بعد ظهر أمس الأول الجمعة في مقبرة الدحداح بدمشق، بعد حياة حافلة بالعطاء والمواقف التي تليق بفلسطين اسماً ورسماً. ولد الشاعر الكبير في دورا الخليل العام 1931، وهو عضو المجلس الوطني الفلسطيني، تقلّد العديد من المناصب الإذاعية، وكان مؤسسة بمفرده صدر له : الأعين الظماء للنور (1955)، عائدون (1959)، واحة الجحيم (1964)، مجنون فلسطين - ديوان سمعي (1983)، رأيت الله في غزة (1988)، بالشام أهلي والهوى بغداد (1988). وصدر له ديوان الوطن المحتل العام (1968) ومجموعة قصصية (عناصر هدامة العام 1964).
كما أصدر المذكرة الفلسطينية عن دار فلسطين حيث قام بتسجيل يوميات القضية الفلسطينية بالاستناد إلى عدد من المراجع المهمة وذلك من (1967 - 1976). كان فارساً عنيداً وشاعراً شغل الناس وملأ الأسماع.
الرئاسة والاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين.. كان نبي غضب
عزّى أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم آل الخطيب بوفاة الشاعر وعضو المجلس الوطني الفلسطيني يوسف الخطيب واستذكر عبد الرحيم مؤلفات الشاعر "العيون الظماء للنور" وديوانه "عائدون" وسواهما من الأعمال الشعرية التي ضمنت الخلود في تراث الأمة الشعري كشاعر مقاومة عنيد، وكواحد من الأقلام النبيلة المخلصة المتلزمة دفاعاً عن فلسطين الأرض والإنسان، كقضية حقّ وعدل ظلّ طيلة حياته ومسيرته يدافع عنها دون كلل أو ملل، مثالاً للشاعر الفارس الذي لا يعيا ولا تلين له قناة.
ومما جاء في البيان المشترك الذي أصدره الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين والاتحاد العام للكتّاب والصحافيين الفلسطينيين :
أعطى لفلسطين كل ما استطاع، وكتب لها أجمل القصائد، ودافع عنها كما لم يدافع عنها أحد... ظل وفيّاَ لفلسطين لم يتغيّر، لم يتبدل وبقى رافعاَ راية المقاومة والتحرير رافضا كل أشكال التسويات والمساومات والإتفاقيّات، وفلسطين عند الشاعر والمناضل يوسف الخطيب هي أجمل البلاد، وأقدس البلاد، وأعظم البلاد فلا مساومةَ على حبة رمل من ترابها، ولا مكان عنده لمن يساوم أو يهادن... عندما صمت البعض، وغاب من غاب كان الشاعر والمناضل يوسف الخطيب رافعا راية التصدي لمن يصمت... كتب القصائد الملتهبة والكلمات الشجاعة والملتزمة ورفع رايات الرفض لكل من هادن أو تنازل... كان الفارس والحارس لوطنه فلسطين والوفي للشهداء الذين رووا بدمائهم الزّكية أرض فلسطين وظل الشاعر يوسف الخطيب يقاتل بلا هوادة من أجل قول كلمة الحق، لا يخشى أحدا ولا يجامل أحدا لقضيةٍ كافح من أجلها وعلّم الأجيال حب الوطن والمقاومة والصمود وإبقاء شعلة القضية حية متقدة.
لقد رحل عنا شاعر فلسطين الكبير يوسف الخطيب في وقت نحن بحاجة إلى الشجعان أمثاله وإلى الأوفياء الذين بقوا على العهد أمناء لأحلام شعبهم وأمتهم في تحرير فلسطين كل فلسطين وتحقيق حلم شعوبنا العربية في الوحدة من أجل وطن عربي موحد حر سيد مستقل."