مثل طفل يقفز من الرحم إلى العالم

قلب أبيض. عالم أبيض وصرخة ضدّ الخراب

مقتل صديقي الفنان التشكيلي ياسين عطية

سلام إبراهيم

-1-

كان يوماً بارداً من أيام كانون الثاني حينما وقع بصري عليه للمرة الأولى. دخل علينا في الطابق السفلى من بناية الثقافات " النور أله" في كوبنهاجن حليق الرأس يميل للسمنة قليلا، نظر نحوي بعينيه الواسعتين وألقى التحية، كنا في مشغل خليل "أبو سلام" الذي صاح وكأنه خلص من همٍ:
- أي أجه ياسين هو راح يرتب الإطار!.
تناول لوحة امرأة عارية الملفوفة وفتحها قلتُ له:
- لمحمد مسير
قال:
- أعرفه!.
واللوحة جلبتها معي من بغداد، فقد كنتُ مع صديقي الراحل – عبد الحسين داخل – في طريقنا إلى مقر الأندلس للحزب الشيوعي. وكنا في الشارع مابين كهرمانه والأندلس حينما نادى خلفنا صاحب محل لبيع اللوحات والإطارات يعرفه صديقي المهتم بالرسم والفن، أرانا اللوحة وحدثنا كيف رسمها محمد:
- يقعد أمامها ساعات يشرب ويرسم!.
أعجبتنا اللوحة، وألح صديقي على شرائها، وكي أسهل خروجها من مطار بغداد لم أعمل لها إطاراً.
رحتُ أتأمل ياسين وهو يعمل. دون كلمة واحدة راح يقيس ويقطع الخشب صانعاً إطاراً داخلياً سحّبَ اللوحة وتثبتها عليه، ثم ابتدأ بعمل الإطار المحيط بدقة. وبظرف نصف ساعة وضع اللوحة أمامي كاملة.
مازلت رغم مرور أعوام أرى أصابعه النبيلة وهي تصوغ الإطار بصمت. أراها كلما نظرت إلى اللوحة المعلقة في غرفة نومنا، والتي بقيت في المخزن إذ رفضت زوجتي تعليقها معترضة على طبيعة المرأة التي بدت كبائعة هوى ضخمة النهدين، لكنها رأت النور وعلقت ما أن مات صديقنا – عبد الحسين – فهو الذي أَلّحَ على شرائها وحضرها لي قبل عودتي إلى الدنمارك، لوحة تحمل أصابع وروح صديقين أفتقدهما بشدة كلما أوغلتُ في العمر.

-2-

كنتُ وحيدا في الشقة، فزوجتي سافرت مع أبني إلى العراق حينما أتصل صديقي "علي حاكم صالح" وكان في زيارة لكوبنهاجن فقد قرر العودة إلى عراقه "الناصرية" بعد أن ملَّ من الحياة هنا إذ يعمل كمساعد مربي في روضة أطفال هو المختص في الفلسفة وعلم الإجتماع والمترجم والباحث. عاد للتدريس في جامعة البصرة وإكمال دراسته، و"علي" أحبه جداً تجاذبنا من أول لقاء في بيت صديقنا الكاتب السياسي اليساري "شاكر الناصري" قبل عدة سنوات:
- هلو سلام أحنه بالطريق أني وياسين وباسم!.
وباسم هو الشاعر الشاب باسم الأنصار. أسرعت بتحضير العدة من مأكولات وملاعيب وبيرة وكل أنواع الخمور وانتظرت ملهوفاً ومن شباك الطابق الأول لمحتهم قادمين من بين أشجار حديقة الشارع حاملين صندوق نبيذ، ليلتها سهرنا حتى انبلاج الفجر. كنت أصادف ياسين أحياناً في السوبر الماركت القريب لكننا ننشغل بالحديث عن الفن واللوحات ومحنته الدائمة بالبحث عن مكان كمشغل يعمل به بعيدا عن زحمة العائلة، فلم أسأله عن أوضاعه الاجتماعية. في الجلسة سألته:
- ياسين ما أشوفك بعد هنا بالمنطقة!.
حدق نحوي بعينيه الواسعتين كان يجلس إلى جانبي في شرفة البيت المطلة على الشارع وقال بنبرته المميزة:
- ما تدري مو طلقتْ!.
علقت على الفور:
- يا سين أحسن لكْ!.
فضججنا بعاصفة من الضحك. علق بعدها بصوت شجن مكسور:
- سلام ودعاتك هي ما تهمني، لكنها حرمتني من شوفة بنتي!.
أدركت كم من الحزن يحرز في أعماقه. وكم يعاني بصمتْ في وحشة منفى لم يعطيه شيئاً بل أخذ منه الكثير هذا ما كان يهمس به لي في كل لقاء:
- سلام تعبت من الحياة هنا!.
فأعلق:
- والحل ياسين!.
- أرجع للعراق!.
- ياسين العراق مذبحة!.
فيرد مع حسرة يطلقها مريرة طويلة:
- أي مو هنا يومية أنذبح يا سلام!.
ليلتها هرجنا الشارع ضحكاً، ليلة عطلة الأسبوع وكان مسموحا لنا الضجيج، "باسم" أنشد قصائده الجديدة، و"علي" حكى لنا ما جرى له في العراق وعن حلمه بالزواج والاستقرار والحصول على الجنسية الدنمركية، أما أنا فحدثتهم عن شقاوة عمري وعن نبوءة غجرية قرأت كفي في مقتبل شبابي قائلة:
- أنت شقي وعمرك بقي راح تتعرض لمخاطر وتخلص من الموت مرات كثيرة وتعمر!.
علق ياسين:
- والعركـ مالك
كنا قد أتينا على القنينة الثانية
- لا ياسين سأعمر رغم كل شيء!.
ورويت لهم ضاحكاً عن خلاصي في آخر زيارة للعراق 2009 من موت مؤكد، حينما قصدت دائرة العقاري بشارع الصالحية في بغداد مبكراً فبعثوني لوزارة الهجرة القريبة لجلب كتاب تصديق، لم أعثر على سكرتير الوزير، فجلست انتظر حوالي ساعة، وعندما حصلت على الكتاب وخرجت من المنطقة الخضراء عبرت الشارع، فأسقطني دوي انفجار هائل أرضاً. كان المفخخة في باب دائرة العقاري حيث كنت أقصد وعلى بعد مئة متر فقط من مكان سقوطي. ألم أقل لكم شقي وعمري بقي. ورحت أعدد لهم: ثلاث مرات غرقت بنهر الديوانية وينقذوني، دهسني لوري خشبي وأنا آكل المثلجات على رصيف في ظهيرة تموز وكنت في الثانية عشر من عمري، في جبهة الحرب مع إيران سقطت قذيفة وقتلت جنديين بعد مروري بهما بدقيقة واحدة. في الجبل أصبت بقصف كمياوي ونجوت، بعد سنة غادرنا الموقع في السابعة ليلا ليقصف بغاز الأعصاب في منتصف الليل بالضبط ويموت عدد من الرفاق تركناهم في الموقع، عدا مرات الاعتقال التي يطلق سراحي فيها لعدم ثبوت الأدلة. أسرد كل ذلك بطريقة مضحكة، غير جدية تستدعي المزيد من الضحك. ليلتها تفرّعَ حديث الذكريات والتجارب فحدثنا "ياسين عطية" عن تجربته المريرة في الاعتقال الطويل والحكم الطويل في سجن "أبو غريب" عن أشخاص وشوا به هم الآن أصحاب سلطة في زمن حكم الطوائف واللصوص الذين أتى بهم الاحتلال الأمريكي. ثم أخذنا الحديث عن زمن الحصار وأيام حياته في الأردن، حدثنا عن شظف العيش في الأردن وحكى تجربة طريفة عن شخص ذكر أسمه مع شريط من الصفات السيئة، كيف سرق منه "200" دولار هي كل ما يملك وقتها وأوهمه بأن صديق ثالث كان معهما في الجلسة هو السارق، أوحى لي بطريقة خبيئة، مما جعلني أقسو مع اعز صديق، لكنه اعترف باكيا في جلسة أخرى وختم حديثه:
- الناقص ابن الناقص!.
وهنا فجرت ما جعلنا نضج بضحكٍ متواصل:
- تعرف ياسين هذا شنو صلة القرابة اللي أبينه.. هذا...!.
فتغيرت نبرة صوته وأقترب مني وراح يقبلني في الشرفة قائلا:
- سلومي والله هو أحسن وأشرف ولد.. داده سلومي!.
بينما كنا نضج بالضحك. فقلت له أسمع.. ورويت لهم ما حدث لي مع نفس الشخص في دمشق وكنا نسكن معا في شقة، تجربة مشابهه لما رواه "ياسين "!.
في الأيام التالية اخبرني "ياسين" أنه لم يستطع النوم كان قلقا عليّ فقد شربت الكثير وبقيت حتى اكتمال الفجر، وراح يمثل كيف كنت أحدق نحو السماء وأهذي بكلمات غير واضحة، ثم سألني:
- سلام مع من كنت تحكي!.
ضحكت وقلت له:
- ياسين كل شي ما أتذكر!.

-3-

من أكثر لحظاتي تأملا وسعادة هي جلوسي على مقعد خشبي في قاعة محطة كوبنهاجن الرئيسية والتفرج على المارة، وجوه من شتى بقاع العالم تخطف مسرعة مبطئة قاصدة شأنها، بعضها يقف ينتظر رجالاً ونساءً. في الخضم ذاك أنزع وحدتي ووحشتي في البيت ممتزجاً بشؤون الغرباء متخيلا قصصهم. أقصد المحطة كلما خنقتني الوحشة ومللت من القراءة والكتابة وشؤون العائلة. في خضم ذاك الوجد سمعت صوت ياسين يقول:

- ها سلام أش لونك!.

انتبهت من شرودي مع الوجوه والقامات والعيون والأنوف والضفائر وألوان والصدور والنحور إلى ياسين وهو يلهث، قلت له:

- وين رايح؟!.  

- إلى أودنسا!.

استغربت فهو أنتقل منها منذ فترة، وكان يعمل فيها طوال سنوات معلم فنية في إحدى مدارسها هززت رأسي مستفهماً، فأخبرني بأن أخته الكبيرة وزوجها هناك وهو ساعدهم بالوصول، لديهم أولاد كبار وضعهم سيء، كل همهم هو تجميع مبالغ وبعثها إلى الأولاد، لكن الوضع تعقد، فزوجها أصيب بالسرطان وهي بالسكر من الدرجة الشديدة، وهو الوحيد المسئول عنهم، وهو يسافر لأخته بين يوم وأخر فهي وحيدة وزوجها يرقد منتظرا موته في المستشفى. كان مهموماً ينضح ما أن أتم أخر جملة حتى قبلني وركض قائلاً:

- عيني سلام بعد دقائق يتحرك القطار!.  

تكرر اللقاء في المحطة، فأخبرني بقصة والده وصراع أخوته على الإرث وهو في حياته وسفره المتكرر إلى بغداد لوضع الأمور في نصابها، ونجاحه أخيراً، واقترابه من حلمٍ قديم طالما رواده في المنفى؛ بناء بيت صغير مكون من طابقين في حصته من بيت العائلة، الطابق الثاني سيكون مرسماً ويعلق:

- سلام ما عندي شيء هنا بهذا البلد.. ما عندي شيء!.

ولما أنقطع عن المحطة والتقيتُ به في مقهى نلتقي بها عادة سألته عن أخته فقال:

- ماتْ زوجها وهّيَ سَفَرِتْها للعراق، هناك أحسن لها. هنا وَحدْهَه تموت يا سلام!.

-4-

ياسين خفيف الظل، ينكت طوال الوقت، لا يروي نكتا يسمعها، بل ينكت في بديهية وسجية عفوية تحيل موضوع جدي فيه مرارة كالحرمان إلى نكته لاسيما حينما يكون المحاور محرضاً مثلي مثلاً، زراني يوما هو وأصدقاء في بيتي فاستقبلتهُ قائلا:

- ها ياسين رجعتْ للجلق

هزَّ يده ضاحكاً وقال:

- تيه بيه هو أني تركته حتى رجعت له!.

عقب مقتله كنت أبحث على صفحته في الفيسبوك فوجدت ما يلي:

وعكرسه وها نكادي حطو وقعله وحكرو سهاو سحدو وعطراله وعك معنتو كيجعله وحا معنتو وحكركت سح محا واللهي وعك سحدو نها وصعك وخذ معنتو صعك وشع نح محدو.

وعلق بعد هذا الخرطوش مفسراً (شعر صومالي غزل)

ناديت على زوجتي وقرأت لها فمتنا من الضحك.
يا ياسين أنت في السماء وتجلب الضحك والبهجة لأصدقائك

-5-

أتصل بي تلفونياً ليخبرني بأنه عثر مع عراقي أخر على مشغل في بناية قريبة على كازينو – كاسترو – التي نلتقي بها بين الحين والحين. دعاني لزيارة مرسمه، حملت معي لوحة أهداها لي رسام من مدينتي يرسم أسواق شعبية مستوحاة من مخيلة المستشرقين. حملها إلى مقهى الراية في الديوانية وقال:

- سلام لا تصير مثل أختي وتهملها

وقص لي كيف رسم لوحة لأخته ليعثر عليها بعد أشهر مرمية خلف الثلاجة في المطبخ.

وجدته ينتظرني ممسكاً بدراجته الهوائية، كنت على دراجتي طبعا. عبرنا الشارع وانطلقنا إلى مرسمه مسافة ربع ساعة. باب بناية قديمة جدا بدا كأنه مهجور. فتحها بمفتاح يحمله وصعدنا درجاً إلى الطابق الثاني، فانفتحت قاعة كبيرة جدا جدا، في زواياها مشاغل لرسامين هواة ومحترفين، وفي زاويتها البعيدة المطلة على الشارع دخلنا مرسمه المحجوز عن القاعة بجدار من النايلون. كان الجو بارداً جداً، ورحنا ندور في أرجاء المكان وهو يشير إلى لوحاته الزيتية الكبيرة بألوانها الصارخة وكتلها الممزقة، قلت له:

- ياسين اللون الأحمر كالدم صارخ وطاغي في لوحاتك بشكلٍ عام!. 

تأملها وهزّ رأسه وقال:

- صحيح سلام، لكن هذه اللون طغى بالفترة الأخيرة.. وما ادري ليش، هو أجه هكذا!.

وهرع إلى حاسوبه وراح يريني ملف لوحاته القديمة التي طغت بها ألوان أقل صراخاً وحدةً. وبعد ذلك جلسنا ليطلعني على دفتر كبير يرسم فيه بالباستيل، ولفت نظري تكراره لرسم جنح حشرة طائرة شفاف، يتكرر كثيراً في لوحات الباستيل وفي لوحاته الأخيرة، سألته عن ذلك:

- ما سر هذا الجنح يا ياسين؟!.

- أحبه ويحتل نفسي ومخيلتي كلما لزمتْ الفرشاة لو قلم الباستيل، ويظهر في بالورق ببياض القماش ويدخل في أي فكرة وكل لوحة.

أخبرته باني مسافر بعد أيام إلى هولندا لزيارة صديقي الرسام "بشير مهدي"، فأبدى احترامه وإعجابه بشغل بشير ويعده رساما عالميا له شخصيته المميزة وبصمته الخاصة في الفن التشكيلي، علما أن "ياسين" في زياراته المتكررة لبيتي لم تعجبه العديد من اللوحات التي أهداها لي أصدقاء فنانين.

شغلني عالم مرسمه بالرغم من البرد القارص عن لوحة صديقي الفنان – نعمة نور – لكن ياسين ذكرني أخيراً:

- سلام وين اللوحة؟!.

فأخرجها من كيس النايلون، نشرها بعناية شديدة، ورأيت وجهه يتكسر ألما لأنني لم أطوِها بالشكل السليم راح يردد:

- لا.. لا سلام ما يصير آذيت اللوحة!.

وكأنها كائن حي، طفل، فتاة رقيقة. وبالرغم من أنه لا يحبذ مثل هكذا رسم فيه تقليد لكنه عمل بدقة وسحب اللوحة ونصحني بعدم وضع إطار لها. وهي معلقة الآن في صالة شقتنا تذكرني بأصابعهِ الحانية وهي تعدلها وتسحبها وتضبطها على إطارها الداخلي المخفي. وقبل وداعه حملني سلاما لبشير وأوصاني بجلب أصباغ "باستيل" له من هولندا.

-6-

ليلة رأس السنة 2013 كنت وحدي فزوجتي وأبني سافرا إلى أمريكا لزيارة بنتي الوحيدة التي تزوجت هناك من أمريكي. وبقيت وحدي في البرد والوحشة. قررت ليلتها أن لا أبارح الفراش. وكنت متعباً من دوامة الشرب والقراءة والكتابة والبرد والثلج، لكن في السادسة رن هاتفي. كان الصديق شاكر الناصري، ألحَّ على حضور حفل أقيم بالمناسبة، واخبرني بأنه سينتظرني بمحطة "فالبي" هو و "ياسين عطية". وأقفل الخط. شجعت نفسي ونهضت. ليلتها جلسنا على طاولة لوحدنا بعيدا، ياسين، وشاكر، وحبيب وأنا نتفرج على بهجة الرقص والغناء محاطين بالأصدقاء والنساء وأشتعل الرقص. وقليلا قليلا بدأنا نشتعل أنا وياسين، نعب كؤوس الفودكا والبيرة ونبحر بعيني بعضٍ. لم أكن أعرف مدى براعته في الرقص ولا طريقته. لكن يبدو أن شاكر يعرف قدراته، وهو أيضا خبرني في حفلات أخرى. فألح علينا لكي ننزل للساحة. فقمنا وقامت القيامة.

أي خفة لجسدك يا ياسين

وأية روح تحمل

عِمَتْ عينْ الموتْ. عِمَتْ عينه

ليلتها توهجنا ورقصنا حتى حافة النفس، حافة الموت. هو بطريقة العمارة العجيبة يقفز أمتار لاطما بذراعية المصفوفين المضمومين المتوترين على جنبه المكتنز باللحم وينظر نحوي  وأنا أتطوى وأتلوى بطريقتي. لم أرقص مثل هذا الرقص حيث الروح تتجلى إلا في "كييف" شتاء 1991 مع زنجي لا أعرفه كاد يقتلني رقصاً وصورت ذلك في فصلٍ بروايتي "الحياة لحظة" عنوانه – أخي الزنجي - . أي لغة خفية في الروح قامت وجعلتنا نرقص معاً بحيث توقف جميع الراقصين مذهولين يحملقون بتجلي روحينا التي انطلقت من إسارها لتقول ما لا يقال ولا يحكى. رقصنا حتى الهلاك. في اليوم التالي ظن بعض الذين لا يعرفوننا أنه أخي، هو أخي فعلا وحقا. وجدته وأنفتح تلك الليلة وأراني روحه كما أريته روحي. علق أحد الحاضرين على صورة لنا في مرسمه نشرتها بعد مقتله قائلا:

- كنت أظن أنه أخوك!.   

-7-

 

في ذروة تفتح علاقتنا وتداخلها

سافر إلى بغداد

كان قد أكمل مشروع حلمه

 شقة صغيرة طابقها الثاني مرسم

لكنه لم يعد وتركني أبكيه كلما هزني الوجد الشوق

تركني ذلك الطفل العنيد الضاحك المهموم الحائر – ياسين – تركني ليسكن أبديته باكراً.

ليسكنها قسراً.