احتضنت مدينة الرباط، يومي الجمعة والسبت 7 و 8 سبتمبر 2012، فعاليات المؤتمر الوطني الثامن عشر لاتحاد كتاب المغرب، في مناخ تضامني إيجابي، انتصر لمبادئ الحوار الديمقراطي بين مكوناته من الكتاب والمبدعين، وفي ظل التفاف إعلامي وطني، تميزت به جلسته الافتتاحية التي استحضرت مسار الاتحاد خلال خمسين عاماً من الحضور الفاعل، وكرمت عدداً من الرواد المؤسسين للمنظمة
وقد أكد المؤتمرون، في نقاشاتهم، الأهمية الحيوية لاستمرار عملهم في إطار اتحاد كتاب المغرب، وذلك لحفظ ذاكرته النضالية والوفاء لقيمه ومواقفه ومبادئه، القائمة على الاتحاد والتمسك بالالتزامات الثقافية والأخلاقية التي ينص عليها ميثاق الاتحاد.
وثمن المؤتمرون الحراك الاجتماعي الديمقراطي، والتجاوب الرسمي مع مطالبه المشروعة، خاصة المرتبطة بالإصلاحات الدستورية، مطالبين بمواصلة صون مكتسباتها، في أفق تعميق الإصلاح ومحاربة الفساد والريع وضمان التنزيل الديمقراطي السليم للدستور، والإسراع بتنزيل الفصل الخاص منه بإحداث “المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية”، وتطبيق قانون أكاديمية اللغة العربية.
وجدد المؤتمرون انخراطهم في معركة الوطن المقدسة من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية، مشددين على الأهمية الاستراتيجية لوحدة المغرب العربي، معتبرين أن فتح الحدود مع الشقيقة الجزائر ضرورة ملحة ومستعجلة. كما أن المؤتمرين يعتبرون استمرار احتلال الجارة الإسبانية لثغورنا الشمالية وضعاً استعمارياً، يؤثر سلباً على علاقات الجوار التاريخية، ويعطل المصالح المشتركة بين البلدين، في ظرفية عالمية موسومة بالتحولات الجذرية.
وعلى الصعيد العربي، أكد المؤتمرون على :
-التضامن المطلق مع المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني، وحقه في تحرير أراضيه المحتلة، ورفع كل أشكال الحصار والاستيطان، وضمان حق العودة للاجئين، واعتبار القدس عاصمة موحدة للدولة الفلسطينية؛
-تحية نضالات وتضحيات الشعوب العربية، في سبيل استعادة كرامتها وحقوقها المهدورة وإسقاط رموز الاستبداد و الفساد.
كما استحضر المؤتمرون، من جهة أخرى، المسألة الثقافية، مؤكدين أهمية ترسيخ البعد الوطني والتحرري والتقدمي للثقافة المغربية، بما يتطلبه ذلك من حفاظ على الذاكرة والخصوصية، ووعي بالحاجة الملحة إلى تقوية حضور الثقافة بمختلف مكوناتها ودمجها في منظومة التربية والتعليم، والإعلام، والحياة العامة، مع الإيمان العميق بأن الشخصية الثقافية المغربية تقوم على روافد التنوع والاختلاف.
وقد جدد المؤتمرون، بوجه خاص، في هذه المحطة المصيرية، مطالبهم بخصوص مسألة الوضع الاعتباري للكتاب والمبدعين والمثقفين المغاربة، وحماية حقوقهم وحرياتهم في الرأي والتعبير والابتكار، ودعم الكتاب، طبعاً، ونشراً وتوزيعاً، وتداولاً… والعمل على إشاعة صورة المغرب في المحافل العربية والعالمية.
بلاغ لاتحاد كتاب المغرب حول توزيع مهام المكتب التنفيذي الجديد
بنجاح المؤتمر الوطني الثامن عشر لاتحاد كتاب المغرب، تعيد هذه المنظمة نسائم الثقة والأمل إلى كل المنتسبين لهذا البيت الرمزي، الذي يستمد جذوره المتينة من تربة ثقافية أصيلة، بذورها هي الديموقراطية والحرية والاستقلالية والتعددية والاختلاف، ولعلها كانت أبرز انتظارات الكتاب المغاربة، الذين احتفوا بالذكرى الذهبية لبناء أعمدة هذا السقف الذي تستظل تحت أفيائه أجيال متعاقبة، من مبدعين وأدباء ومفكرين، يصوغون مسارات المغرب الديموقراطي الحداثي بكل أطيافه المتنوعة، وبشتى تعبيراته ومرجعياته، التي تفتح شرفات رحبة على آفاق لامتناهية من أجل النضال المتواصل لتثبيت مكانة الكاتب الاعتبارية في خضم تحولات مجتمعية متحفزة، ومتغيرات سياسية تشي بربيع ديموقراطي يورق في كل أركان الجغرافيا العربية، من الماء إلى الماء.
تعاقدات ثقافية جديدة ارتسمت أيام انعقاد المؤتمر الوطني الثامن عشر، حينما علا صوت الديموقراطية في ضبط بوصلة الكتاب المغاربة وإعمال المساطير والقوانين ليس إلا، لتشكيل ملامح الهياكل التنظيمية المنبثقة عن الإرادة الجماعية للمؤتمرين بمحض إرادتهم واختياراتهم وقناعاتهم، دون وصاية إيديولوجية ضيقة تعاند عقارب الزمن العربي الجديد.
حضور نوعي استثنائي للمرأة المبدعة في تاريخ مؤتمرات اتحاد كتاب المغرب، توج بتمييز إيجابي ممهور برسائل لا تحتاج في طيها إلى كثير قراءة وتأمل، وتترجمها النسبة المأوية المرتفعة ( 30 في المائة) كتمثيلية للمرأة الكاتبة في تدبير شؤون المنظمة.
ذات الرهانات الكبرى جسدها الحضور القوي لجيل شاب من الكتاب يمثلون أطراف المغرب وفروع الاتحاد العديدة.
لحظات باهرة أخرى لم تخطئها العين، حين التأم رواد وعمداء هذه المؤسسة في استذكارات تعيد إلى الأذهان البدايات الجنينية لإرساء الأركان الحصينة لهذا البيت المنيع عن كل الهزات والعواصف، مهما تبدلت الأحوال وتغيرت الفصول والمواسم، فالثقافة هي نسغ الحياة وإكسيرها، وهي الحافز الأساس لولوج مدارج تنمية الإنسان.
وعلى ذات المنحى ونفس المرامي والأهداف، كانت الجلسة الختامية برئاسة حكيمة ومتمرسة للشاعر ورئيس الاتحاد الأسبق الأستاذ عبد الرفيع جواهري، الذي ائتمنه أعضاء الاتحاد على صون أشغال المؤتمر الوطني الثامن عشر من كل المزالق والمنعرجات في هذا الموعد التاريخي الحاسم، لرسو سفينة اتحاد كتاب المغرب على المرفأ الآمن.
روح الفريق وصوت الجماعة عنوان جديد لحفظ ذاكرة الاتحاد ومنظومة قيمه الفكرية النبيلة.
الخطو يتسارع مع جيل جديد بآفاق أخرى مغايرة، لكنها متواصلة الجسور، نحو استشرافات بعيون سعتها الحلم والأمل، إذ بعد انتخاب الأستاذ عبد الرحيم العلام رئيسا للاتحاد في المؤتمر الأخير، ارتأى المكتب التنفيذي الجديد الإلتئام، في أول اجتماع له، بمدينة شيشاوة الصامدة، من منطلق إعادة الاعتبار للهامش الثقافي وتأكيد رغبة المكتب التنفيذي الجديد في ترسيخ حضور الاتحاد جهويا، كسابقة في تاريخ هذه المنظمة.
وقبل الشروع في توزيع المهام بين أعضاء المكتب التنفيذي، استحضر هذا الأخير باطمئنان وتفاؤل، المناخ الديموقراطي العام الذي ساد أشغال المؤتمر الأخير، وإصرار الكتاب المغاربة على الالتفاف حول منظمتهم العتيدة وكسب رهاناتها الأساسية، معلنين عن بعض العناوين الكبرى في أجندة العمل الواعدة في مستقبل الأيام الآتية.
وهكذا تم، في جو من التآخي والانسجام والتوافق، توزيع المهام بين أعضائه، على الشكل التالي:
- نائب الرئيس: إدريس الملياني
- نائب الرئيس: عبد الدين حمروش
- الكاتب العام: سعيد كوبريت
- نائب الكاتب العام ومكلف بالإعلام والنشر والتواصل: مصطفى لغتيري
- أمينة مالية الاتحاد: وداد بنموسى
- مستشارة مكلفة بالمرأة الكاتبة: ليلى الشافعي
- مستشارة مكلفة بإبداعات الشباب: أمينة المريني
- مستشار مكلف بالفروع والعلاقات مع الهيئات المماثلة بالخارج: يحيى عمارة
- مستشار مكلف بالعلاقات العامة والمجتمع المدني: عبد المجيد شكير
- مستشارة مكلفة بتنسيق المهرجانات والملتقيات: فاطمة الزهراء بنيس.
المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب