ملحق بالقصائد التي تناولتها نازك الملائكة بالنقد والتعليق: حواء الجديدة
توفيق عواد (طهران)
سألـــت عنهـــا الفجــر في عريـــه
والــورد مبثـــوثـــاً عليــه النــــدى
أقــول: ياغفـــو اشتمـــل جفنهـــــا
طــوف بهـا فـي دنيــــوات الهنــــا
أهيـــم، و الدنيــا ازدحـــام المنــــى
في القرب، في البعد، وخلف المدى
عشـــرون أو توشـــك أن تنقضــي
أمسي على الشـوق وأغـــدو كـــأنْ
فأعجــب لظمـــآن مـــدى دهــــره
و رب عمــر لـي تفضـى و مــــــا
فــي أي دنيـــا قبــل هــذي التقــت
فـأنــت وجــــه لـــجّ بـي طيفــــــه
و أنـت طعـــم الحلـــو قبــل الجنى
و أنــت أدنــى مــا تكــون المنــى
أم أنـــت ضلـــع الله مــن أضلعـي
نظـــلّ يفنــــي بعضنــــا بعضـــا و الشفـق الكاسي ثوب العقيــق
و المسك مشبوب الحنايا فتيــق
و رفّ يا حلــم جناحــاً طليـــق
و رشهـا بالطيـب حتـى تفيـــق
فينثنـي بــيّ إليهـــا الطـريــــق
يشــدّ روحينـــا وتيــنٌ وثيـــق
و كـلّ يـوم لــي جديــد عتيــق
لم يرتشف ثغر ولا ابتلّ ريــق
و المـاء فـي كفيــه ثـرّ دفيـــق
سبــرتُ فيه بعض سرّ عميــق
أعيننـــا؟ فــي أي وادٍ سحيـــق
مـن أزلٍ، و رجعُ صـوت شفيـق
وأنت معنى السكر خلف الرحيق
بعداً، فما في الكف غير البريــق
أعشقنـي فيــك و فـيّ العشيـــق
تبقى الشرارات ويبلى الحريـق
قرأت العدد الماضي من" الآداب"