لَوْ كُنْتُ قصيدَة
دَفْقُكَ ضَوْءٌ، وَتُسْكِنُني جُبَّ الظلْمةِ. حِرْفَتُكَ رَصْعُ الكَلامِ، وَتَشِحُّ لُغَتُكَ في حِضْني... ما ضَرَّكَ، لَوْ رَسَمْتَني بَيْنَ السطورِ ابْتِسامَةً ، رَجْفَةً عابِرَةً، دَمْعَةً خَجولَةً . لَكُنْتُ زَهَوْتُ بَيْنَ الفَرَاشاتِ: هذا النهرُ الكبيرُ - في لحظةٍ ما - كُنْتُ أنا نَبْعَهُ. ما ضَرَّكَ لوْ أَضْمَرْتَني صورَةً، جُمْلَةً اسْمِيةً، مَجازاً ناقِصاً، حَرْفاً عاطِفاً ، لَفاخَرْتُ الليْلَ: هذه نُجومي تُرَصِّعُ للشعرِ سَمائَهُ. ما ضرَّّكَ، لَوْ قُلتَ : لا سماءَ لي غيرَ هذا القصيدِ. ثُمَّ أسْكَنْتَني غَيْمَةً وَقُلْتَ لي سافِري : أنْتِ المُزْنُ وأنا الريحُ التي تَسْتَمْطِرُهُ . ما ضَرَّكَ لَوْ زَرَعْتَني في مِزْهَرِيَّتِكَ قُرُنْفُلَةً، وَأَمَتَّني عَطَشاً، لآمَنْتُ أنَّكَ مائي، وَتَوَهمْتُ السَرَابَ في صَحَرائِكَ واحةً.... دَفْقُكَ ضَوْءٌ، حِرْفَتُكَ كَلامٌ، وَ بَيْنَنا تَصْدَأُ اللغةُ، وَيَتَعَفَّنُ الصمتُ .