قصائد

عزيز أزغاي

في اجترار السكاكين
مثلما تراهم يُحكِمون قبضتهم
على الجرح،
تحاول ـ مرة في التجربة ـ
أن تشبههم في تضييق الهواء.
ليس مهما إحصاء القتلى،
ينبغي فقط ألا تنسى شؤونك
في الثرثرة،
كما ليس من الذكاء أن ترعى بقيتك
داخل المساحات الهشة.

في العُطَل
أو في أعياد الميلاد،
اليد المتهورة تبقى دائما ناقصة،
تشبهها نمرة قادرة ومهزومة
داخل قفص الإخوة " بيللوتشي "
في سيرك عابر للغرائز.

لذلك، اللغة المخذولة لا تُصلح شيئا،
بإمكانها أن تغرد كسعال في حنجرة،
أو أن تكنس ظلالها
التي أنهكها التسول في العضلات.
والكلمات تبقى لوجهها صالحة
لما بعد التأتأة.

لذلك، ثانية، الرئات هي ما يتأخر
في اجترار السكاكين
وليس بالعقل يمرض التأمل.

لكل ليلة تذكرها في شريط الأشباح،
وفي اللقطات الأشد فتكا
من قنابل الشك.

الذين قذف بهم الفائض
يعرفون ذلك عن ظهر كلب،
ومع ذلك، يحاولون اقتناء النصائح
من المجروحين.

دع البريد، إذن، يتسكع في الذكاء،
ولا تترك النافذة
دونما أحد
هذه المرة.

لستَ همنغواي
في السجائر
أو في كؤوس " البايليز "،
الأسلاك ما زالت ترتفع
على الجنبات.
غرقى وإطفائيون،
يتعلمون الثرثرة في مسرح الغليان.

الصورة نفسها تتلعثم في استدراج
الأجنحة إلى الأقفاص،
ليس أكثر من ذلك فرارا
ينام في التقدير.

هل تدري كيف حدث الألم؟
مجرد تخمين تتعقبه كتيبة إعدام.

لذلك ليست الأجوبة ما ينقص المسدسات،
حين تصبح المودة بنتا
لقرن آخر.

ترك الحراس المبنى للمياومين
وضلوا الطريق
إلى الحواس.

تجلس إلى الصدى،
مثل مثقوب بأكثر من ذريعة في الظهر،
يعبرك الغلاة والمبشرون،
لست أكثر من باب بلا كهنة
ولا أقفال،
مجرد تسعيرة مناسبة
لبكاء في شريط.

فتحت صندوق الأحاجي
بمحض يديك،
ورحت تتفرج
على أخطاء المصارعين،
لكل ميت نصيبه في الأمداح،
كما للرأس تذكراته في القسوة.

بالسجائر
أو بالنبيذ،
النسيان رصاصة في جيب أبريل،
تذكر همنغواي
بعد كل ثلاث ساعات
ثم لا تكن قناصا،
يوم الجمعة.

لا تلتفت إلى المسامير
ولأني أخاف أن تتهشم النظرةُ
في الأبعاد،
في العين التي لا تخجل،
في الغلو المسحور بالبياض،
في الإناء الذي ينضح بالمقامرة،
في الأرض الملعونة
بلا سبب،
في العقل الذي يقود النصائح
إلى الردة.

ولأن الزرقة التي في العين
هي آخرُ ما يقود الأقدام
إلى المتاحف،
أنسى أن ألتفت إلى المسامير،
وأتعلم الضحك
ـ على دفعات ـ
بين جنازتين!

ليس إلا
ليس بسبب القلة
نبتت له أشباح في المصاعد،
ولا بسبب التهور
صار يغرق
في التفاتة معدنية..

القلة والتهور
ماكينة نشطة في الصفاء،
يرعاها عبيد واقعيون،
كانوا نبلاء عاطفيين
فيما مضى!

الجمعة بأكثر من سبب
في حاوية الملابس،
تنام الخفة بلا معنى.

نفس السكاكين بدم طازج في اللمعان.
الكورال الحزين في خلفية الأفكار.
الوصيفات الداعرات
مازلن يرتبن للمهزومين خرابا يليق.

رائحة التبغ في فولار الأدعية.
دليل الإجهاض على شيك منزوع.
أواني شقة الأشباح.
الطاولة التي بالتقسيط.
لوازم التنظيف على بطاقة الشاعرة.
الأرقام المشفرة بأسماء الطيبات...
إلى آخره..
إلى آخره..
إلى آخ خ خ خ..

كأن أيام الأسبوع منزوعة من التقويم
ما عدا الجمعة
بشريط من العجلات.

صانع السفن
الرجفة التي تعتريك،
وأنت على بعد فريستين
من صانع السفن،
هي الحكمة نفسها
التي تبتاعك متاعا لأشخاص آخرين
غادروا توابيتهم
بعد انكماش المعرفة،
إما لأنهم سئموا رائحة الغرقى،
أو لأن زعانف نبتت لهم
في موضع الأفكار.

مياه غريقة
على بعد جملتين
من تاريخ اللؤم،
تمتع بالحركات الخارجة
من هدوء العاصفة،
ثم لا تنشغل بالرصاص
في صدر الألم.

كل العضلات التي في الوجه
هي تمرين على تحمل المصادفات،
حين لا يبقى في النصيب
غير بطاريات نرميها بسخاء
في مياه غريقة.

بسبب الحرب
بسبب المغفرة،
صرت تحدس الحرب
قبل فكرة الجنرالات.
الأفكار الطائشة هكذا كانت،
عادة ما تقترب سريعا
دونما يد تلوح من الغيم.

بإمكانك أن تتصور الأمر
على نحو جاد:
يدك التي ترعاك من القطيع
هي نفسها حاملة الديناميت
إلى حفلة الطانغو!