وَقتٌ لأخِيط َجِهَاتِ الصَّوْت...

محمد شاكر

غتِيالٌ أخْرَسٌ
يَمُر بي الكلامُ صاِمتاً
يُخبِّئ لغوَهُ
وَطْيشَ أناشيدهِ الجَِنائزيةْ
شُرْطة ُالطرُق المُتكلمة بِضَمائر الأحْمَر، وَجَبَرُوتِ المُرورْ
تقيسُ حَجْم الطلقةِ، وَتفتعلُ الحُضورْ.
لا أهْلَ لهُ، يرتقون بالْعَويلِ، مَفازاتِ الصَّمتْ
ولا حِبْرَ في الأدْراجِ
يَحْفظ ِللتاريخ طقْسَ اغْتيالْ.
كما َرأيْتُ في شُرودِ العيْن
تتجاذبُ أشْلاءَ نِداءاتهَِ الجَنادبُ، والهَوّامْ.
وِمنْ فَجْوة في القلب.ِ.تَرْبضُ عَناكِبُ السِِّّر:
طائفة تتلو الأوْرادْ
كَثيبة تمْسَحُ دُخانَ الفوُهاتْ
سُوقُ أزْياء ٍتتنازعُ إعْلاناتِ العَرْض
وَمعْشرُ زيْفٍ يَنْهَبون صُندْوقَ الكنز المَرْصُودِ...
بَخورَ كلام آخَرَ يُحْرَق ُفي التأبين.ْ
كيفَ لي، في الظل، لا شرْقيا، ولا غرْبياً، أخِيط ُجِهاتِك أيُّها
الصَّوتُ، المَفجوعُ في النّطق.ِ.؟
ذات *عكاظٍ* تُسْتنسَخ ُفيه الأصْواتُ
بما َيكفي اسْتِهلاكَ الصَّخب ِاليَوْميِِّ
وَقمْع بَلاغةِ الصَّمت.ْ
هَا أنتَ الآن ، شمْسُ كلٍام، في جِنانِ الوقتْ
بسُرَّة ِالأحْلامِ
مَوْصُولَ الضّوْءِ
إلى هَوى المَعْنى
لا يَعلمُ تأويلكَ إلا إخوَة ٌفي الموتْ.
مُوَزّعِينَ في سُكوت ِِ.....
المَلكوتْ
إلى أجَلٍ مِنَ القوْل َموقوتْ.

شاهِدُ أحْوالٍ
ثمّة أصْواتٌ، غازية، كونية، غارَتْ عليْهِ
عِنْدَ إشْراقة الغِناءِ
فِي مَأتم العَوراتْ
شِرْذمة أمْطرَتهُ رَصاصَ سُكوت
عَبّأتْ فوْضَاها بَدَم الخِطابِ
وَضَوْءِ النّداء.ْ
ريحٌ، عَرّاها مِن عُنْفوانِ الهَدير
سَوّتْ جَحيمَ هُبوُبٍ
َوفرائِصَ أنثى
فَجّرتْ أغوَارَه ُفي المَلكوتِ المُبّطن ِبالخَرََسْ.
زرَعَت ْغابة َهَمِّ اسْتِوائية
حَجَبت ْرُؤية َالأعْطاب.
وَهذا المَاء ُرَخْواً..
َيمْسَح ُعن مَرَاياه ُغِشَاوة َالضّباب.ْ
يَرْأبُ شُرُوخَ ليْلة ٍمَاجنةْ
نَسِيتْ ذاكِرةََ َالأحباب.ْ
كلُ عَناصِر المَحْو، مُمْكِنة في اشتِعال ِالصّحْوِ
أوْ شرُوق اللّهْو، على عَتباتِ الأحْوال.ْ
أيّهُم ْيغشى مَوْج العَمى
َيقفزُ على بَرْزخ ِالأهْوالْ
إلى سَمَك ِالقوْلِ..اتخذ سَبيلهُ في الزّيفِ ، عَجبا.ًً.؟

شَيْخ ُالّطريقةِ
لَعلّ الشيْخ َعلى هُدى مِنْ فاجعة َالصّوت.ْ.!
يفركُ بيْن كفيْه ِمِسْبحة
ويُشيرُ إلى صَخب ِالأسْواقِِ
وزُخرُفِ الشاشاتْ
افترت ْشفتاهُ عنْ سِر عَتيقٍ ، في ابتهال.ٍ.
فكتْ شفرته ُهَوائيات ُدمي...
تَطاولَ، حتى رأى، شهَواتِ العيْن .ِ...
أبْعدَ مِن لِباس ِالكلماتْ
وَاسْتدارَ إلى خرَس الحَنايا
ثمّ بعْثر مَوْروث العُواء.ْ
هكذا ينسِفُ الصّوت ُهواهُ
في ترَاشق الكلام، ذاتَ حرْب ٍورقيةٍ
وَالأصواتُ خاشعة
تنْتشي بسَكتةِ الإمْتاع.
يَنْهضُ مِن قبة الصّمتِ، زَنابقَ برْق..ٍ
وَيبْني صَوْلاتِه، أبْراجَ وقتٍ
وَبهجة ًمَشاّءة،ًِ بدبيب ِالحركات.ْ
هُو الزّمانُ، والمكان ُ
َأسْرابُ الحُلم تفيءُ إليهِ
وَاللغاتُ تشِفّ عِن السِّحْر، وَمحْجوُب ِالرّدهات.ْ

مَرْثية الشّهيد
شَفّ الليْلُ ..
فمَنْ يَأتيكَ ِبسِرٍّ ِمن غُرفِ النّوم..؟
وَمنْ يَرى في فِجاج الحَرَكاتِ....
عَورَاتِ مَن نامُواْ، فوْقَ خصْرِ البلدْ..؟
يا شاهِرَ صوت.ٍ.
على عَتبات ِالبوْح...أهذا نَهارٌ
لِصهيل الجُرْح
تلبسُ بلْواكَ، وتمْشي
في ِزحِام العاهاتْ
       مَحْضَ نشيد.ْ...؟

طقسُ الغوايَةِ
أعْرفهُ...يا صحابُ، تعْشقُ الكلمات ُأنْ تعْرى في بَحر غاَراتِهْ
برَذاذِ مَوْجهِ تسْتحِمُ
َوتطيُر بأجْنحِة الأنفاس
ناشِرة ًعَبقَ الغوَايةِ
وَطفولة التأويل.ِ..
كلما رَاود الكِلْمة عَن نفسِها
وأعْلى عُبابه.ْ

الصَّاحبُ
مِن ْأيّ الجهات، أبدأ رَتقك، يا فتنة الأصْوات.ْ.؟
أنا أّولُ مَن سَوّاك، بحَجم البوْح
ِلأبْطشَ بالصّمتِ
في عُزلة الواحاتْ
أوّل ُمنْ غارَ على صَهَواتِكَ
في ِرحلة قنْص الأحْلام.
وَطرا ئدِي شتىّ.....
لكنني ما عُدتُ أنهضُ، ِمن رَماد النّفاياتِ..
حَاويا
يَخيط ُثقوبَ الرّوح، بخِفة الإحْساس
ضَاع َخيط ُالحُزن، في زيْفِ البَكراتِ
وَغِشاوة ِعيْن سَميكة.
صَدئتْ إبَرٌٌ ترْفو
شُروخَ الحُلم
وَزلة اللسان.ْ
وَلا ثوْبَ للنشيدِ، سِوى ما ترَهّل مِن نُدوبٍ
فوْق بياض ٍمَشاء ٍبنميمْ.

مَرْثية العَهْدِ
غَاضَ الحُلم
فَاسْترح ْإلى مَطر الصَبْر
وَداو بخمْر النسْيان
شرُوقَ فدَاحات، من ْأوجَْْاع السَماء
عَبثا سَأراك، تدبُ في الُطرق الثكلْى
إذا أزفت ساعة المَعْنى
بمنكْب حُلمْ ،
تزْحم ُأشتات غيْم..
       إلى كرُسِي
في مَبْغى الكِتابة.ْ

محمد شاكر                 ذات ظل
chakir.poete@hotmail.fr