المدينة التي تتكئ على حافة الشباك
تشبهني
وأنا أشبه الغرفة بالتأكيد
ما ثمة من أحد يستمع لبكائنا إلاّنا
لذا أتأبط الشارع المقابل وأمضى
أصيد خسارة جديدة ...
وبعض الأعمدة المحزونين
نقيم عشاءنا ، ونمرح
لنصعد في الصباح من جديد
لنصف كوب من الشاي ...
لنصف قبلة على وجه امرأة نصف حية
لنصف وظيفة
لنصف علاقة على سرير يهيم بنصف عزلة
لأنصاف أصدقاءٍ نصف مخلصين
لنصف رجلٍ يشبهني
أدفع نصفى من سرير عزلته
وأمضى فخوراً بنصف حياة
يمكن أن أقول أنى أحبك
وأنني أرقص بخفة عصفورٍ
على إيقاع وجهك
فرحاً بنصفي الذي يرقص على قدميك .
قدماك اللتان تملآن الغرفة صخباً
أو أنني أكرهك بشدة
لأنك أخذت مساحة كبيرة
في الغرفة
وما ثمة من مكان شاغرٍ الآن
لأوجاعي التي سأحصدها في الصباح
ولا لذاكرة من الرمل البدوي
أو قصيدة عنى وحدي.
محاصرٌ بحضوري
ومؤمن بغيابي الجلي
أحمل بهجة غير طازجة
وعلاقات مبتورةٍ
مدناً من ملح المسافة
وامرأة تحب رجلاً لا يشبهني
ورجلاً يشاركني ملابسي
وأدخل للغرفة وحيداً لأنام .