غزّة: أسطورة القاضي ـ صورة الضحية

عبد الرحيم الشيخ

إزاء بلاغة صورة الدم، في غزة الصارخة حتى الله، لا متسع لنقض أسطورة الدمويين إلا لماماً. لا متسع للرثاء، ولا متسع للتنظير، ولا متسع للهجاء، ولا متسع لأن نطيل التأمل ونعيد حساب الكلام ودوزان السؤال. لا متسع لقياس الكلام حين يتسع الكلم فيصير بحجم وطن صارت فيه الضحية قرينة الجاني الوحيدة التي تشير إلى وجوده الذي لا يتحقق إلا بعدم الآخرين. لا متسع لحبٍ، في زمن الحرب، لا متسع لحرب في زمن الحب إلا رغبة في الحياة. لا متسع لمراجعة القوانين والشرائع لأن "القضاة،" لن يزال معظمهم مسجلاً على قوائم الاحتياط في جيش شمشون... وهاهم "القضاة،" في أرض الله (فلسطين) وخارجها، قد أخذوا إجازة جماعية، مدفوعة الراتب من ذوي الضحية، حتى يتسنى لهم الالتحاق بالجبهة على خط النار الفاره على حدود غزة. لا متسع لحساب ازدواج المعاني في بيان تُجمع في أسفله التوقيعات من أصدقائنا في "معسكر السلام في إسرائيل" (حتى السلام لا يُمارس إلا في المعسكرات في هذي الإسرائيل!). ولا متسع لحساب التوازن في مفردات الإدانة حتى لا تمس "التكافؤ الأخلاقي" بين ضحية وجلاد حتى دون أن نسميهما لننال توقيعات إضافية على بيان متعدد اللغات أجاب عليه رب الشرعية الدولية في "سدوم الجديدة،" التي في نيويورك، حتى قبل أن يصدر! لا متسع، والليل مظلمٌ والدرب عثارٌ، إلا لجملة واحدة: فلنوقف العدوان على غزة.

يسأل الصديق الكريم: ماذا سيصنع المثقفون اليوم؟ ويسأل العدو اللئيم: ما جدوى الثقافة في الغد؟ يسأل بيلد الروح: ما معنى الكف؟ ويسأل جبان القلب: ما حجم المخرز؟ ويجيب ما في الأسئلة جميعاً من عدم، وما في غزة كلها من توق للحياة وإصرار على الوجود: "لصرخة واحدة أجدى من ألف نظرية." فلنصرخ بكل لغات الأرض، إذاً، إذ إن ترجمة الصراخ على الشاشات تبدو قد أضاعت حق الشهيد في الدفاع عن وجهة سبابته الأخيرة: أكان يتشاهد على روحه النافرة، على حين غرة، نحو الله، أم للإشارة إلى طائرة الموت التي آبَتْ لصيد المسعفين، وما توافر من صحافة ستحيل أشعار الهومريين الجدد إلى اجترار للهباء؟ ويسأل الطفل النابه: وهل تخفي الترجمات لون الدم من لغة الإشارة؟ وهل تتمكن "لاسامية الكاميرا" من تضخيم الفرق بين طائرة الورق وطائرة الأباتشي إلى هذا الحد؟ وماذا عن العالم ووعيه القرصاني الناظر إلى "جزيرة الكنز" الغزيَّة بـ "منظار الجنرال المغلق" المهزوم على التأبيد؟ وهل يفلح بيان للثقافة الفلسطينية ـ دفاعاً عن الحق في الحياة والمقاومة من أجلها في غزة وعموم فلسطين ـ في ترميم قرنية هذا الوعي وقرينته للتمييز بين الجاني والمجني عليه؟ ربما.. وربما يجدي القول...

"إنه بينما ينشغل العالم باستيعاب تفاصيل لوحة الدم الفلسطينية، التي تدشّنها الفاشية الإسرائيلية على غزة اليوم، وتجد من يبررها ومن يدافع عنها، "هنا" وهناك، وتجد من يتلعثم في عرضها في الأمم المتحدة ـ موئل الشرعية الدولية الافتراضي الأسمى الذي بات يوُازي فيه بين الضحية الفلسطينية وجلَّادها الصهيوني في "بيان صحفي غير ملزم"؛ وفي غمرة ما تمارسه آلة الإجرام السياسي والعسكري الأمريكي الجائر من اشتراك فعلي في الجريمة، وتغطية سافرة لها بحجة حق الكيان الإسرائيلي الغاصب في الدفاع عن نفسه؛ وفي غمرة تواطؤ بعض القيادات العربية، ونكوص الرسمية العربية الذي لا يُحَدّ... نقف هنا، في فلسطين، مثقفين لم يلوث أيديهم حبر الاتفاقيات المضاعة، ولا التبرير لمن لوثت أيديهم وألسنتهم بحصار الإخوة والأهل في غزة وعموم فلسطين، ولم تدنس تاريخهم إدانةٌ واحدة لقيم الفداء والمقاومة التي ليس للمضطهدين على الحق إلاها، لنقول اليوم ما قلناه بالأمس حين شُنت الحرب الجائرة على إخوتنا في لبنان: إن فعل المقاومة، التي تسطّر اليوم انحيازها لحق الحياة، وإصرارها على حياة الحق، عبر خوضها معركة الوجود على كافة الجبهات مع الكيان الصهيوني الغاصب، هو حقٌ منحت الإنسانيةُ مَن وقع عليهم فعل الاحتلال الجائر حرية ممارسته حتى ينالوا الحرية. فالمقاومة، وإن لم تحدّها الشرعية الدولية، لمن هم تحت الاحتلال أو من هم في مرماه الصميم، بمكان وميقات وكيفية، إلا إنها ليست خياراً من متعدد، بل هي تعدد الخيارات في المكان والميقات والكيفية. والمقاومة ليست خياراً من متعدد، بل هي الجسر الوحيد للدفاع عن الوجود والحق فيه. والمقاومة ليست خياراً من متعدد، لأنها ضرورة للدفاع عن الحق في الحياة. والمقاومة ليست خياراً من متعدد، بل هي تعدد الخيارات في لجم شمشون الذي أطلق ثعالبه، آثمة الذيل، ليحرق خضرة الحقل ويوقف نسغ الحياة في غزة وعموم فلسطين."

قد يقول الزميل الأنيق: "حجم الخطابة (في بيانك) بالغ الثقل على أذن المتضامنين... مفرداته عصية على الترجمة!" وقد يقول المناكف الأشعث: "يجب أن تقطع مع المؤسسة الرسمية يا صاحبي. حضورها يلغي شيئاً من ظلنا الآخذ في الاستطالة!" وقد يقول الشاعر المنتظَِر: "لحظة الإشراقة لم تأت بعد يا صاحبي..إنني في انتظار القصيدة!" وقد يقول أطفال غزة: ما لغز شمشون يا صديقي المثقف؟ وقد يقول "صديقي المحارب": "النحل عشش في رقاب الخيلْ" أمْ "في فم الأسدِ الصريعْ؟"

وأردُّ، بلا مدرسية ولا استعلاء: إن أعداءنا يسيرون في الوقت، بمسادةٍ عمرها ألفا سنة أو تزيد، يا صاحبي، ولا يخجلون من توظيف شمشون في خطاب الحرب الحديثة البلا دماء، حرب الأجواء و "رب الجنود" الذي يقتل الناس من "عل." إن أعداءنا قد اتقنوا كل خطط الانتحار من مسادة إلى أوشفيتس ولم يتعلموا درساً واحداً في التجاوز: "أن يتركوا باباً واحداً، حتى ولو كان موصداً، للطوارئ!" فما الدرس، اليوم، إذاً؟ وما هي حكمة الدم؟ وهل للدم حكمة غير الأخذ بيد الرائي للتفريق بين المجني عليه والجاني؟

إن أحفاد شمشون، من أولمرت ولفني إلى باراك وأشكينازي، يعيدون فتح "سفر القضاة" وسَفَرِهم ليعلنوا أن شمشون لم يكن "آخر القضاة،" بل أول الانتحاريين! وأن الانتحاريين ـ القضاة، في جيش شمشون المعاصر، قد أتموا الاستعدادات الكبرى لإحراق غزة (مشروع شمشون الذي خانته بنات أوى، وشارون الذي خانه قلبه الغث، وموفاز الذي أجهضت مشروع "محرقته" إمرأة، لم تكن من الفلسطيين، لتنجزها هي!). فماذا يعلِّم أعداؤنا أبناءهم، الذين على قوائم الاحتياط، غير أن شمشون كان آخر القضاة الذين انتقموا لإسرائيل من الفلسطيين؟  

فقد ولد هذا الابن، الذي لا أب له، من أم عاقر ولادة عجائبية بشَّر بها "الملائكة" كولادة الأنبياء، ليكون على يده "خلاص" إسرائيل القديمة. كان كثير المغامرات مع البغايا و"الأسود"، يصرعها ويأكل النحل الذي عشش في رقابها. يقتل ثلاثين فلسطياً في عسقلان بالأمس، (ويقتل أحفاده ثلاثمائة في غزة اليوم)؛ يضرم ذيول ثعالبه ويطلقها في حقول غزة لتحرقها بالأمس (ويطلق أحفاده الموت على غزة من جهاتها الست اليوم لتكون المحرقة)؛ يغضب لأن امرأته خانته فيقتل ألف فلسطي بفك حمارٍ (ويقتل أحفاده آلافاً اليوم بفك الصهيونية وترسانة سدوم الجديدة التي تعلن الحرب من نيويورك)؛ يخلع بوابات غزة ويلقيها في الخليل بالأمس (ويستدعي أحفاده مستوطني الخليل على قوائم الاحتياط، اليوم، لحرق أبواب جوامع غزة وجامعاتها)، يهدم شمشون مصلى الفلسطيين، بعد سمل عينيه، بالأمس (ويهدم أحفاده اليوم مصليات الفلسطينيين ومهاجع بناتهم، وعيونهم ترى ولا ترى).

تبتعد الأسطورة، تدريجياً، وتحل الصورة التي لا فك حمار فيها، ولا فروة أسد، لا من أبناء الله ولا من الأغيار...بل ليل غزة الغارق في الدماء التي سفكها أحفاد شمشون. ولكن، يسأل الطفل الغزِّي الغر: هل يمكن لسماجة الأسطورة أن تبلغ هذا الحد؟ وهل كان فلافيوس مبالغاً إلى هذا الدرجة؟ أم إنه "لم يكن كذَّاباً صغيراً" كما يقولون؟ وهل لا زال أعداؤنا حمقى إلى هذا الحد؟ ألن تغرق "شمس" شمشون في "ليل" دليلة ثانيةً؟ ألن تكتشف قبائل "القضاة" أن شمشون كان ملكاً مجرماً ولم يكن نبياً ولا قاضيا؟ ألم يعرف أحفاد شمشون، بعد، أن انتحاره كان ندماً وتوبة، كما تقرر يهودية أبناء إبراهيم، لا بطولة وفداءً، كما تقرر صهيونية أولمرت وباراك؟ ربما، ربما، لأن أعداءنا يحبون تاريخ الملوك ويمقتون تاريخ الأنبياء، لم يرغبوا في أن يعرفوا شمشون إلا ملكاً انتحارياً ليس من القضاء في شيء حتى قبل أن تُسمل عيناه!

لم يكن شمشون "هرقلاً ـ قاضياً"، ولم تكن مسادا "وقفة ـ للفداء"، ولم يكن باركوخبا "ابن ـ نجم"... لكنها "أعراض باكوخبا" التي أحالت الكيان الإسرائيلي، مهمّة الصهيونية وهمّها، إلى كيان انتحاري، كما وصفه رئيس مخابراتها السابق يهوشفاط حركبي، كيان دونكيشوتي مجنون ينكر وجود "الأغيار،" ويرفض الاعتراف بهم، ويمتنع عن التفاوض معهم...لكنها مراوغة الاسم وألاعيب المجاز التي تجعل شارون حفيداً لشمشون، وبنيامين بن إلعازار حفيداً للعازار بن يائير، وشمعون بيرس (الكاذب) حفيداً لباركوخبا (شمعون بن كوزيبا) وليس شمعون "ابن النجم"!

بين"ليل دليلة" الذي غابت فيه شمس شمشون، و"ليل دلال" الذي ستغيب فيه "شمس باراك،" يعيد الكيان المجرمُ جرائم الحرب، لا كيان مجرمي الحرب وحسب، تعريف "الهولوكست"، "والبوغروم"، و"الغيتو." يضع الفلسطيني في نارها مجتمعةً على صعيد الصورة، ثم يطرد الفلسطيني منها جميعاً على صعيد الأسطورة، ممارساً مهمة المجرم، ومحتكراً دور الضحية، ومتفرداً بدور القاضي الذي يشرعن الخراب. يعيد الكيان المجرم، لا كيان المجرمين فحسب، تعريف "الهولوكست"، "والبوغروم"، و"الغيتو،" حين يجيز، وعلى الملأ وببيانات رسمية، قصف الجامع والجامعة وزارة الثقافة والصيدلية والمشفى ومهجع الفتيات ومهد الأطفال... ويلوم الضحية إذ لم تنتبه لغدر ما في جلادها من وحش، ثم يصدقه بعض ضمير العالم القرصاني فتكتمل الأسطورة وتنحلُّ الصورة. ولكن هل من بيان ـ صرخة يحل الأسطورة، ويعيد بناء الصورة في حدود ما يسمح به المجاز من فضاء للصراخ؟ هل من صرخة ـ بيان تجلل أن:

"ليس لأحد أن يلقي تبعية وحشية الجلاد على الضحية، وليس لمجرم حرب أن يُشرِكَ ذوي ضحيته في إثم قتلها. وليس لأحد أن يلوم الضحية لأنها أخطأت مغادرة الهدف الذي أصابته القذيفة. ليس لأحد أن ينسى ليغفر. ليس لأحد أن يغفر لينسى. ليس لمن لم يكن شهيداً إلا الشهادة، وليس لمن لم يكن جانياً إلا ملاحقة الجناة. وليس لأحد، أن يدين المقاومة، أو أن يحذّر من انتصارها وهو يرجوه، أو يبتذل ذاته، مهما بلغ رأسماله السياسي وعلا كعب وثنه، بالخشية من محاذير الانتصار "حين تستبدلُ أصوليةٌ صِنوَها." ليس لأحد أن يُعْمِلَ ذائقة النخبة المحرَجة في مكان المقاومة وميقاتها وكيفيتها، إذ ليست المقاومة سلعة ثقافية بتمويل مشترك، بل هي الثقافة العصية على التسليع لأنها انحياز الجميل للأجمل: إنها انحياز السماء لأيدي الشهداء التي ترفض الامتثال.. إنها انحياز عيون المؤمنين لدرب بيت الله الذي هدموه.. إنها انحياز اللاجئ لمكانه الأول.. إنها انحياز المقهورين في السجون لنور الصباح.. إنها انحياز الجوعى لصوت أمعائهم.. إنها انحياز الشجرة لأمها الأرض التي فارقتها، وأمنا.. إنها انحياز المعنى لقلب قائله وبوصلة الوصول. ليست إعادة ما قيل بالأمس، اليوم، إلا لتوكيد أن الدم العربي دم واحد، وأن الدم الفلسطيني دم واحد، وأن عدو الفلسطينيين والعرب والإنسانية عدو واحد: هو الاحتلال الصهيوني الذي لا يرعى في أحد إلاً ولا ذمة، إنه الوحش الذي عضَّته النازية بالأمس فاكتسب سعارها وتوحَّش ليعض ضحيته الفلسطينية اليوم، وهو كل من تواطأ مع العدو سراً أو علانيةً. وليس في إعادة ما قيل بالأمس، اليوم، إلا التوكيد على حق الفلسطينيين في المقاومة التي لا حدَّ لمديحها، ولا حد للحض على ممارستها، ولا حد لممارستها على كل الجبهات حتى وقف العدوان، ومحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة، وإحقاق الحق الفلسطيني. ولا حد للجريمة التي تصرخ حتى السماء في غزة: لا حد لفاشية العدو، ولا حد لانتقائية الضمير الإنساني، ولا حد لظلم امبراطورية الحديد الأمريكية، ولا حد لوحشية قلعة النار الإسرائيلية، ولا حد لاعتذارات اللسان العربي... فلا ينبغي أن يكون ثمة من حد، إذاً، لدعم المقاومة وحمايتها والدفاع عن الحق في ممارستها حتى نتمكن من ممارسة الحياة. فطوبى للشهداء، وطوبى للحياة، وطوبى للمقاومة."

وهل من متسع للقصيدة، التي لم تُكْتَبْ لمناسبة، لتردَّ على عتب الشهيد الذي دفناه على عجل بين الأمس واليوم قبل أن يقصف "رب الجنود" ثلاجة الموتى ولا يجد الشهيد من يكرمه، دفناً، في تراب البلاد!؟

قالَ لي: "لِمَ يدفن الأمواتُ موتاهم، كما هُمْ؟ قد يرجعونْ

قد يرجعونَ، لأنهم عرفوا الطريقَ إلى دمٍ تركوهُ، طوعاً، في الطريقْ"

"رِجْعْ الـ خَيْ ياعينْ لا تِدمعي لُهْ،

فوق اكتاف رفقاتُهُ ومحيبنُهُ

رجع الـ خَيْ يا يُمَّهَ زغريدي لُهْ
وهَالشهيد دمَّاتُهُ دين علينا"
عُدْ لنا، يا ذا الشهيدِ، فذا ربيعُكَ واقفٌ في الانتظارْ.
والموقدُ الْصَاْغَتَ يداكَ جِمارَهُ ظمِئٌ لأنفاسٍ تُهَدهِدُها المباهجُ/
والتراويدُ التي نَزَفَتْ دموعَ الأمِّ/
عُدْ. يا ذا القرين، وصاحبَ الإسمِ المُعَلَّى، والمُحَلَّى من إلهِ الكونِ/
والمحمودِ في الأرضِ ـ السماءْ.
عُدْ لنا أنَّى تشاءْ. 

عُد لنا يا صقرَ روحِكَ حيثُ تختلطُ النصوص بقلبكِ النبويِّ معجوناً بـ "عنترةَ الشهيدِ"/
مُبرَّأً من عارِنا:
هل غادرَ الشهداءُ من قبرٍ؟/
سنسألُ، كي نزيِّنَ بابَهُ بالغارِ،أو بالشوكِ كيما لا نعجِّلَ بالقيامةْ!
هل غادرَ الشهداءُ مرفأهم، إذن؟
هل "حلُّوا المراكبَ" في المساءِ؟ أيرجعونْ؟
هل غيَّرَ الشهداءُ وجهَتَهُمْ لنرشدَهُم إلى الأبديةِ العذارءِ؟/
أم ضاقت حديقتُنا بهم، والدربُ جفَّ من الغيابْ؟ 


شاعر وكاتب ففلسطيني ومحاضر في جامعة بيرزيت
30 كانون الأول 2008