قصيدتان

غازي المهر

   1 ـ غزة الشامخة
شهداء الكرامة لا تعجبوا         أنّ أمتنا لم تزل صامتة
اصعدوا للعلا حسْبُكم شرفٌ         أنكم للفدا مُثلٌ خالدة
اغسلوا العار من أرضنا وانفضوا         من حمانا هزائمنا الماحقة
حطّموا صمتنا المستبدّ بنا         وانفثوا البأس في الأمة الخائرة
أمتي اقرأي عبرة رُسمت         من دم الأهل في غزة الشامخة
قاومت بصدور الإبا لهبَ         وصواريخ أعدائنا العابرة
ما استكانوا وما استسلموا         لحظة قدّموا للردى أنفسا صادقة
أمتي أوقفي الشجب وانتفضي         أمتي أيقظي الثورة النائمة
قد تمادى الأعادي فلا تشجبي         إنما الشجب حيلتنا اليائسة
لم يعد في اجتماعاتنا عبراً         ليس تنفعٌنا القِمم الطارئة
لا سبيل سوى غضبة رادعة         أمتي أينها الوقفة الحاسمة


2 ـ نفحة الكبرياء
عادت إلينا نفحةُ الكبرياءْ         والشمس فاضت بالسنى والبهاءْ
غابت عصور الذلِّ وارتفعت         فوق الشفاه بسمة الأقوياءْ
قد أشرقت أيامنا بهجةً         قد زانها الإقدام سيف الفداءْ
دامت لنا يمناك منتظرُ         ترمي بها رمز العدا بالحذاءْ
ما هان من يأبى الخنوع ومنْ         أحيا بدنيانا سيوف الإباءْ
ومن روى من نعله غلّنا         فأشرقت قلوبنا بالهناءْ
شدّوا على يديه "منتظرُ"         فانه رمز المنى والرجاءْ
شدّوا على يديه وانتصروا         فما مصير من أبى الانحناءْ؟!
لا تهدروا أسيادنا دمهُ         لا تهدروا فينا بقايا حياءْ
لا تجبنوا فالجبنُ ولّى ولمْ         يعد سوى أن نحفظَ الشرفاءْ