شــــذرات

حمدي مخلف الحديثي

 

يعالج "بشير مهدي" فكرة وحدة الأشياء، والعلاقة الأزلية بين الواقع والحلم.. فكرة امتداد الوجود إلى المناطق الأكثر شفافية وعذوبة وجاذبية. فبالرغم من التعارض القائم بين الميلاد والموت أو بين حالات الوجود وما بعد الوجود، فإن ثمة استعادة لذلك الأفق المشترك بين الامتداد أو التضاد حين يحاول الفنان، بالمرئيات، استعادة العالم الداخلي وعالم الكون الفسيح للتعبير عن لحظة الزمن الأبدي في قانون الخليقة والكائنات البشرية أيضا. حيث يغدو الرسم مشهدا يومض بأسرار جاذبيته لنعيم اللوحة الأبدي.

*    *    *

 

 

عبد الباسط النقاش

 

إن فناناً مثل "بشير مهدي" وفي عمر قصير ينم عن العافية التي يتميز بها فننا التشكيلي المعاصر يمثل امتدادا صحيحا لرواد الحركة التشكيلية في العراق، وتأكيدا على قدرة الفنان العراقي وتمكنه من اكتشاف قدرته الكامنة في أعماقه. وأنا على يقين، وليس من باب المدح، إذ أقول أن آفاق المستقبل الباهر قد حفر أخاديده بيد هذا المبدع بالصدق والطموح المشروع والحظ في آن واحد لإصرار منه على استخدام رؤىً مستقبلية واضحة، بطابع يميزه عن غيره من الفنانين العراقيين المغتربين.

*    *    *

 

 

حسين محسن 

 

العالم في لوحة "بشير مهدي" قلق، مضطرب، متناثر، والليل في كل مكان، ليل في كل شيء، وحياتنا الحاضرة تدور بنا مع المروحة حول محور الماضي الماثل. إننا نستقرئ هذا الحوار الشعري الذي يوحي ببلاغة الأسى وبعظمة معاناة الإنسان، ونحن بمواجهة المشكلات العصيبة في زمن انهيار الايدولوجيا والرعب التي تثيره فينا السياسة الاقتصادية الجديدة في العالم. لقد ارتدى هذا الوعي في أعمال بشير لباسا مبطنا، وحتى لو كانت الصور التي أنتجها بشير معبرا عن مُثلها فيما مضى، لكنها لم تزل تحتفظ بطابعها الانفعالي المرير والمشحون بالإثارة.

*    *    *

 

 

عادل كامل

 

إننا نجد أنفسنا ملزمين بأن نكون صادقين ازاء حقيقة أعمال "بشير مهدي" دون أن تكون هناك معادلات أو أرقام مجردة تحددنا بالنسبة للانطباعات التي تولدها هذه الأعمال في نفوسنا. ما يهمنا في الحديث عن تجربة "بشير" هو الكشف عن مشروعية تجربته وعن القيم التي خلقتها هذه التجربة وعن الحضور الحقيقي الذي حققته. إن أعمال بشير تطرح نفسها تماما بمعزل عن أعمال كل الفنانين العراقيين المغتربين، ففي هذه الأعمال نرى تعميق العذابات والهموم في اللون والموضوع ليس إلا لفرض وجهه على عالم الآخرين. إن بشير يطالبنا بالالتفات نحو وجهه، بل يكتفي أن يرسمه لنا في حياد تام ولكن بمواصفات أخرى لا نستطيع أن نزاحمه في أي وقت من الأوقات.