جسدي ثمل
وعلى طاولتي كأس مخدوش
لا ماء فيه
ورتابة وقت قد انتفض
شيءٌ ما
يتسلل إلى ثوبي الأزرق
يبحث عن ثقب في جدران بيتي
يتمدد في كل خلية
يفتتني كقطع الخبز اليابسة
ينثرني في زوايا الحجرة
بقايا شجن
خلفي لوحةٌ
تملؤها أصوات الغواية
إثمُ آدم عليها
وحواءُ بها عارية
نفسي وعشقٌ جامحٌ
يصهل في عمق ترابي
يبذرني شوقا إليك
سأنتشي
سأرقص
سأغــــني
هذه الليلة في معبدك
" آااااااااااه يا لون المطر
في وجه القمر"
هنا
سيدي
على هذا الكرسيّ امرأةٌ تسكنُ جسدي
سكبها أبي نطفةً في حوض أمي
وغدوتُ مضغة
تنازعني الحواس
قلبٌ هنا.. خُــــــلق لها
عينان هناك ... قد نمت
وأعضائي تمددت في ظلمة الرحم
وخلقتُ لكَ
أنتَ
سيدي
إنهم حولي يتهامسون
عني أنا
يتساءلون
قالوا "ظمآنة
لا ماء في كأسها المخدوش
مريضة لا دواء لها
يشفي اشتياقها الموءود"
قالوا عني أنا:
" أحببتُ رجلا من بين الرجال
سلبني حكاياتي
وأعطاني من عينيه عمرا
وأهداني من المستحيل نبضي"
سيدي
إنهم غاضبون
مني أنا غاضبون
قالوا "عشقت البنيةُ صورة
زجاجها مكسور
مس من الجان أصابها
أم سحر من عجوز غيور
وساقوني إلى شيخ يقرأ كفي
يهبني من دوائي داء
وقال والأمل يغادره:
" مسكينة هذه البنية
سحرها في بئر
من ستة أضلاع لا نهار يعبره
يحرسه شيطان لا ينام "
والتفت إلي بوجهه
وقد غصت عيناه حول عنقي
يقول " دواؤها في صدرها
تسعون قبلة من ثغره
وقطعة من ثوبها الأزرق
وبعض ماء مقروء ممزوج بظله الأسمر
ورقصة زار
في معبد الهوى
ولن تُشفى البنية إلا بإذن ربها"
وظلوا رفاقي بعده يتهامسون
" تسعون قبلة !
وظله الأسمر !
ورقصة الزار !
أنّى لنا بالمستحيل ؟؟؟ "
غادروني وأنا معك
في حجرتي
صوتي وصوتكَ على اللوحة خلفي
تسعون قبلة ابتلعتها
وأبصرتك ملأ يمشي نحوي
يصدحُ في وجه النهار
ثم يغرب عن بقايا الوجع
إنهم بالباب
يسترقون السمع
وكل ما حولي يسألني عنك
لوحتي وكرسي وطاولتي
وكأسي المخدوش
كلهم يبحثون عن ظلك الأسمر
المسجّي في ذاك السرير
في المرايا
في الفضاء من حولي
وعلى شرفة البيت
ونسوا أنّ أنفاسك في رئتي
وأنكَ ظلٌ يسكن أوردتي
يبعثرني
يلملمني
كالضوء في عينيك.