لستَ هنا،
كما لستَ في الجهة التي
تمطرها الريح بمخلفات الأيتام.
كنت دائما تقول لبحيرة الحظ:
ماذا لو وضعنا أسرارنا في صَدفة
ورمينا بها إلى أسماك الساحرة،
أو تركناها ترتعد من البرد
خارج تطلعات الصيادين؟
ماذا لو تقاسمنا فرو الريح،
حتى إذا ما أتعبتنا النوايا السيئة
ذهب كل منا إلى حديقته المرة؟
في نهاية الأمر،
كلانا افترش يديه الماكرتين
ثم راح يحلم بسلالات الموعظة.
لم يعد للشكاوى بريق
يدل الغرقى على أضواء الموانئ،
كما لم يعد للأشلاء صدى
في حساب القراصنة.
كل ذلك مجرد احتراز
لا يبهج الطرائد والخائفين.
بعد كل هذا النبل،
صرت لا تخاف على الغنائم من التعفن،
وتنام على بعد حرارتين،
يدك ترعى أسرار جهنم
وفي رأسك يتقدم قطاع طرق
بلا ملامح،
بلا بريق للأسلحة.
طلقة في رأس جثة:
إلى خديجة
لم يكن تماسا أبيض
في صحراء بلا أعباء.
كان خيطا مسحورا يقود الأقدام
إلى مذبح الأخطاء،
الأثر الرقيق في المصافحة،
حين تصبح الغرائز المطفأة
عابرة لتأفف القارات.
وأنت نائم في دوائر الرجة
لم تكن في انتظار أحد،
إنما يدك الممدودة في مساحات الدهشة
كانت مؤمنة بالصدى،
وكنت فزعا من غيم البارقة.
كنت بلا ألوان تضاهي العمى،
كنت الودود في الطرقات،
الوحيد بلا أعداء،
حتى جاءك ملمس الحرير
في بريد الهشاشة.
العلة التي كنتها في الأربعين
نامت في تقدير بلا ندم،
حيلتها الأثيرة
كانت الطلقة الباذخة
في رأس الجثة.
لست نادما على شيء
كما لست خائفا من أحد هذه المرة.
ضع يدك فقط في ملمس القطن
ثم لا تلتفت كثيرا
ناحية القتلة.