نعت الكاتبة سهى زكي رحيل راهب القصة سعيد الكفراوي٬ في منشور على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» قالت فيه: "اللي أنا متأكدة منه أنه مقدرش يعيش من غير إيده ورجله وقلبه، مقدرش يعيش من غير شريكته اللي كانت بتحبه بجنون، وكانت سند كبير له في كل حاجة. هو قاوم أيوا قاوم! لكن الحزن الحقيقي مينفعش تزقه على جنب، وتقول له استنى لما أحاول أعيش شوية. لأ في حزن بيخرج منك يغلبك ويسحب روحك، يوديها للي أنت زعلان عليه، ويقولك إهدى أطمن في حضن حبيبك".
وتابعت سهى: الله يرحم الكاتب الكبير سعيد الكفراوي الذي لحق بزوجته الجميلة الراقية أحلام بعد فترة ليست طويلة من الفراق، كان هو وأحلام ثنائي رومانسي يجسد العشق الأسطوري، هذا ما كنت أراه في الرحلات التي جمعتنا بهم في صيف كل عام. لم نكن نشبع من حواديته الأسطورية، فهو حكاء عبقري وكان سباح ماهر كذلك، يصطحب حفيدته "رقيّة" وابنتي إلى داخل البحر، ويستكمل حكي لهم، وكانت زوجته تستمع له بانبهار، وكأنه يحكي القصة للمرة الأولى .. كلام كثير يتقال في الحزن على سعيد رحمة الله عليه."
من ناحيته، نشر الزميل محمد شعير صورتين الأولي تجمعه بسعيد الكفراوي والثانية بالدكتور مصطفى صفوان "مصحوبة بتعليق جاء فيه: في أسبوع واحد يرحل مصطفى صفوان وسعيد الكفراوي .. أسبوع الأحزان غير العادية".
قالت الكاتبة صفاء عبدالمنعم: "الكاتب الكبير سعيد الكفراوى مع السلامة شجرة الأدباء تتساقط أوراقها"، أما الناقد المترجم السيد إمام فدعى متمنيًا: "أحسنوا إلى مَن تبقى من أدبائكم ومثقفيكم الكبار .. إنهم ضيوف عندكم"، ونشر صورة تجمعه بالكفراوي في إحدى اللقاءات الثقافية.
من جانبها، قالت الروائية سهير المصادفة: "صاحب "مدينة الموت الجميل" و"سدرة المنتهى" في ذمة الله .. قاص مصر الأشهر عمنا سعيد الكفراوي يترجل عن جواده، الله يرحمك ويصبرنا، أما محمد العون فكتب: "سعيد الكفراوي من أجمل وأنبل الناس على الإطلاق في الوسط الثقافي، أحزنني خبر رحيلك المفاجئ يا صديقي، من الصعب تصور الحياة الثقافية بدون وجودك".
من جهته حكي سعد القرش جانبًا من حكاياته مع الكفراوي: لقائي الأول بسعيد الكفراوي كان في بيته بمصر الجديدة، قبل انتقاله إلى بيت شارع الطيران، هو أسرع مَن يذيب مسافة بينه وبينك، ويقيم جسرًا من المودة والدفء، وقال لي: «الله؟ انت من أبو صير يا أبو السعود؟»، وحكى عن بلدنا، وسألني عن زميل له من أيام العمل في الجمعية الزراعية، فقلت إنه والد زميل لي في المدرسة.
وسألته وحكى أكثر كأننا نعرف بعض من زمان، ونكمل ما انقطع، وقدم لي غداءً معتبرًا، أظنه سبانخ باللحمة، في أيام الجامعة الشحيحة، كان كريما مثل أي فلاح شبعان على طبلية أهله في كفر حجازي، ولم ينس أن يقول كأنه يعتذر عما حسبه اقتصادًا في الضيافة: «على قدّ ما قسم يا أبوالسعود، إنت شايف أحلام مش موجودة».
وواصل: "كلمني بتلقائية، باعتباري من أهل البيت، وهو ينطق اسم السيدة بمحبّة شديدة، كأنني أعرفها، وأستغرب عدم وجودها وهو يستقبل ضيفًا، وأنا لست ضيفًا ثم أهداني مجموعته القصصية الوحيدة آنذاك »مدينة الموت الجميل».
أما الشاعر زين العابدين فؤاد، فكتب كلمات مقتضبة: سعيد الكفراوي غيّر عنوانه ليسكن كل الحكايات.
وقال الروائي محمود الورداني: مع السلامة يا سعيد .. انتظرني .. أنا مش ها اتأخر عليك يا صاحبي.
من جهته كتب القاص المغربي أنيس الرافعي: وداعًا عمنا سعيد الكفراوي، كشك موسيقى القصة العربية، ودوائر حنينها، وستر عورتها، ومجرى عيونها الدامعة، وبيت العابرين منها وإليها، وسدرة منتهاها، سنشتاق لك كثيرًا يا صديقي الطيب الذي أحب كل الناس .. تعازي لأهله وأحبته ومريديه وكل أدباء ومثقفي مصر.