تقدم (الكلمة) في هذا الملف استقصاءا متعدد المحاور لأسئلة الكتابة الجديدة، تتعرف من خلاله عبر الشهادة والدراسة والنص الإبداعي في نوع من اللجوء لتعدد اللغات والمنطلقات، على جمالياتها واجتهاداتها النظرية وتحققاتها الإبداعية معا. فقد برز في السنوات الأخيرة بالمشهد الثقافي العربي مفهوم "الكتابة الجديدة" وتكرر خصوصا مع التجارب النصية والإبداعية التي أسهمت بشكل لافت في طرح استراتيجيات جديدة تهم أسئلة الكتابة، ورؤى وبنى فنية تخلخل النسق الثقافي العام

ملف «أسئلة الكتابة الجديدة في العالم العربي»

عبدالحق ميفراني

برز في السنوات الأخيرة بالمشهد الثقافي العربي مفهوم "الكتابة الجديدة" وتكرر خصوصا مع التجارب الإبداعية الإبداعية الجديدة. التي أسهمت بشكل لافت في طرح استراتيجيات جديدة تهم أسئلة الكتابة، ورؤى جمالية تخلخل النسق الثقافي العام. ولعل مرحلة الثمانينات من القرن الماضي قد أفرزت خطابا تأسيسيا يروم بمقولات التجاوز والتحول إنتاج صيغ "القول" ورؤى جعلت الجسد الإبداعي العربي ينفتح على التعدد في الصيغ والأساليب والرؤى. لم تصبح "اليقينيات" عقيدة، بقدر ما تحول "التمرد" مقولة عاكسة لهذا الأفق. وقد لامس هذا التوجه كافة الأجناس الأدبية والفنية.

وتروم مجلة (الكلمة) بتقديمها لهذا الملف، أن تنصت لنبض هذه الأسئلة واستقصاء إشكالاتها. بوعي خاص يدفع في اتجاه الحق في بلورة الأفكار والمعرفة، أمام "واقع مبهظ مريض" لا يتغير. وإيمانا بضرورة الوعي بالظاهرة الأدبية في كافة تجلياتها السوسيوثقافية والأدبية/ المعرفية. خصوصا عندما ننحاز الى فكر عقلاني حداثي لا يؤمن ب"المقدسات البلاغية" ولا ب"متاريس الانغلاق" وحده شرف الكلمة بوابتنا على الأدب العربي وفي تقديمنا لهذا الملف جزء من انخراطنا الواعي في هذا النشدان المجازي.

وقد توجهنا للمشاركين في هذا الملف باستبيان قدمناه كالتالي:
"شهد المشهد الثقافي في العالم العربي تحولات عميقة مست الجسد الإبداعي وأثرته باسترتيجيات وأساليب مغايرة، الى أي حد يمكن تلمس مقولات هذا التحول سواء في صدى النصوص (شعرا، قصة، رواية، سينما، مسرح، وتشكيل،...) وهل واكب الخطاب النقدي هذا النزوح نحو فتح آفاق جديدة في أسئلة الثقافي؟ هل يمكن الحديث اليوم في العالم العربي عن "كتابة جديدة" بتصورات ورؤى مغايرة؟ وماهي سماتها؟ هل تقدم مقاربات جديدة للجسد الإبداعي العربي؟

في المقابل يتم الحديث عن واقع خاص يهم قطاعات القراءة وانحسارها وتداول الكتاب، وعن معضلات تهم بنيات هذه القطاعات الحيوية المتحكمة في تداول المعرفة عموما. ماهي سمات هذا الواقع اليوم، في ظل مسؤولية مباشرة للدولة وللمؤسسات الوصية؟ وهل يؤثر هذا الوضع اليوم، على ترسيخ أفق أكثر دينامية لهذه الكتابة "الجديدة"؟ أم أنها لا تحتاج بالمرة الى هذه الوسائط التقليدية، إذ استطاعت أن تخلق تداولا يواكب طموحها المعرفي بالارتكاز على الأنترنيت؟.