مع هيلين... في المدرسة

رشيد الخديري

(1) مشاهد طفولية
كنا قديما
في المدرسة
عندما كنا نلهث وراء
البداية الصعبة
عندما كنا بالقرب من رماد الذكرى
حيث
ينام حارس المدرسة
الكئيب
حول رقبته
يتدلى حبل الدراما
كانت هيلين
مغرمة برائحة الكستناء
بالسحالي
العابرة حدود النار
وكنت في المرفأ
أنتظر
عودتها
صدئت السفن
وما عادت هيلين
أعلن لكم حكايتي:
أنا تلميذ أطير
من حضن أمي إلى المدرسة
ثم
أطير ثانية
إلى حيز المدى واثق

الخطوات

في مذكرتي حلم أزرق
وذئب وفي
يحرس أثداء زوجاتي
(لي زوجة تقدس الجوز
واثنتان
تقدسان بيض الإوز)
وهيلين
قد تشكلت
بحرا
ونورسا
وحفنة من الصدفات
فأي نهر ينفض عني
الغبار
وأي امرأة حين أضاجعها
تستطيب
قبلاتي

آه .. أنا لوحدي
يا هيلين ذاهب إلى المدرسة

أنا لوحدي
عائد من المدرسة
عندما كنا بالقرب
من برج الريح
عندما يشتعل السفح
العنيد
بالعشب الأبيض

ها أنذا أراقص
زوجة جارنا الغبي
مساءا
في حضرة العائلة
فحين أحدق في المرايا
تضيع
في شهقة
القلب
صلواتي

وتطير كل فراشاتي
إلى الأفق
البعيد
تطير كل فراشاتي

(2) أنشودة الببغاء
كنا قديما
في المدرسة
إذا مسنا شوق الأحبة
من بعيد
اكتفينا
بذكريات اللقاء
تذكرت هيلين
كانت أليفة
مثل قطط البيوت
الباذخة
وكان برد المساء
يقيس نبض البحر
بزحف
الرمال

كان هذا المساء
يقرف زوار المقهى
صرخت
وسكت

سكت
فصرخت
انتم تعشقون
هوامش المقهى
وأنا
أمسح دمع هيلين
من ذاكرة الماء
صرخت ثانية
وسكت
فصرخت
سلام علي
فحتى قول قصيدة
يقرفني
أي... ها الحالمون
عفوا
أيها الشعراء
في حضرتكم
لا تكف الأصابع عن الإشارات
هي هيلين
تحلم بالمطر
بالحنان الزنبقي
برياح صغيرة
فلك المطر ما تشاء
لك الحنان الزنبقي ما تشاء
لك الرياح الصغيرة ما تشاء
لكن
كن
رجلا
و
أحفظ موال الببغاء

(3) وداع
وأخيرا يا هيلين
عندما ينشد الديك المرمري
أغنية
الفجر
وتنطفئ شعلة الحنين
فابحثي إذن
في أي جسدينا
يتشكل النبر..

شاعر من المغرب