عاش شعرا

سعيد ياسف

الى الشاعر محمود درويش

أبدًا لمْ أُراهِنْ على أحدٍ
يستطيعُ كتابةَ مَا أتَمَنَّى
سواكَ.

وها أنَذَا
قدْ خَسِرْتُ الرِّهَانَ،
لأَنَّ نِدَاءَ الأَعَالِي
تَوَلاَّكَ.
واخْتَارَ لِي
أَرْخَبِيلاً مِنَ الشِّعْرِ
إِرْثًا.

فمَنْ ضَيَّعَ العُمْرَ
في جَسَدٍ مُسْتَعَارٍ
وعَاشَ افْتِرَاضًا
حَيَاةَ أَمِيرٍ
بِلا نَسَبٍ،
يَتَسَاءَلُ سِرًّا
أبَعْدَ الإِمَارَةِ مُلْكٌ؟؟...
لِهَذَا إِذَنْ!
كُنْتُ اِبْنًا أَمِيرًا!!
وكُنْتَ أَبًا مَلِكًا!!!!

بِبَرَاءَةِ طِفْلٍ
تَسَلَّلْتُ فِي كَرْنَفَالِ الكِبَارِ،
شَرِبْتُ دِنَانًا مُعَتَّقَةً
مِنْ خَوَابِي الصَّعَالِيكِ،
راقَصْتُ الصَّبَايَا
اللَّوَاتِي تَغَزَّلْتَ فِيهِنَّ،
غَنَّيْتُ شِعْرَكَ:
عَنْ أُمِّنَا الأَرْضِ،
والشَّعْبِ أقْصَى المَنَافِي
وعَنْ سَبَبِ الحَرْبِ.

ثُمَّ صَحَوْتُ
ومِلْء يَدِي
عِطْرُ نَرْجِسَةٍ
وعَلَى كَتِفِي
نُدَفُ اليَاسَمِينِ.

فَبُورِكَ مَنْ عَاشَ شِعْرًا
ومَاتَ فِدَاءً لَهُ.

شاعر من المغرب