شيء كالقصة
أخرجت محمولها من جينزها الجديد، المرصع بنجوم ذهبية، واختارت زاوية بعيدة عن لهيب الشمس وأنظار المارة وصراخ الباعة، تبحث فيه عن رقم هاتف جديد، استدعته الظرفية الجافة، وعادت إليه بعد أن خاب الجديد، وإذا بها ورغما عنها، بدأت تتطلع إلى محتويات هاتفها، وكأنها عادة قديمة التصقت بها منذ أن قالت أول مرة ألو:
Sms1: أحبك كما أحب آدم الشجرة... Sms2: ضباب ضباب ضباب، لم أعد أرى شيئا، لا تتحركي... Sms3: أنا الهارب من بين أنياب الجميع، الباحث عن مطلع الشمس وآخر البحر... Sms4: تعبت فلم أجد شاطئا وعدت. Sms5: كل شيء دائرة مركزها قلمك. Sms6: أتذكرك مع كل ردفي فتاة أراها، مع كل كأس منكسرة، في كل بركة وحل، أتذكرك يا........ Sms7: أموت فقد... Sms8: ألعن أرضا تقتل أبناءها، وسماء لا تمطر أبناءها، وإلها لا يسمع إلا نفسه. Sms9: انكسر بريق النفس وخبا ضوء الروح بعد أن علا صوت النعيق والشهيق. Sms10: لا تخافي هذه المرة، فقد أنارت المصابيح الجديدة الطريق، وطارت البركة.
تطلعت بعد ذلك إلى مجموعة من الصور، ولعدم معرفتي بفن الرسم أكتفي بالوصف.
mms1: فتاة سوداء بملامح عربية، ترقص عارية لقبعة كوبوي. mms2: صورتها وهي صغيرة رفقة أمها، تشبهها كثيرا بشعرها الأشقر وعنقها المثير mms3: سياميان يتقاتلان ويقتلان أمهما، أمام ضحكات حيوانات برية. mms4: طربوش أحمر يراقص تكشيطة، ونحن نعلق لكل منهما أوراقا مغشوشة. mms5: لحية ربما هي تتمسح، تسابق أو تعانق، تشابق الكل من أجل المستحيل، فتصير منتوفة. mms6: عجز القلم وقبله اللسان عن وصف تقاسيم الصورة فقد تخطت الإطار وخرجت تبحث عن هامش يوافق خيانة المسيح وتوبة إبليس. mms7: 3 فتيان وفتاة عراة حفاة ـ من أرض ما قبل الدخان والنار، من أرض ما قبل فوق وتحت ـ أصدق من لبن الماعز الأبيض. mms8: قد يكون فتى أحلامها، مكسيكي الملامح، أجنبي السيارة، أمريكي السجائر، لكنه مغربي الرائحة. mms9: رباط حذاء ملتف حول رؤوس ضخمة. mms10: سوق أسبوعي لبيع الألوان والرموز، فاختر لحياتك لونك المفضل.
وهي تنظر لآخر صورة، باغتتها رنة محمولها، رنة قادمة من وراء جبل الأولمب، محملة بآهات السلاسل وآلام المخاض، تضغط زر الكلام والحياة فتقول: ألو...
قاص من المغرب توج النص القصصي بجائزة أحمد بوزفور للقصة