كانت اجواء ثورة 1952 اجواء مفرحة وسعيدة ولما لا وهى قد قضت على الحكم الملكى الفاسد ونجحت فى تحريرنا من الاحتلال الانجليزى وقضت على الاقطاع ومجتمع النصف فى المائة .ولكن رغم كل هذه الاجواء المفرحة الا ان هناك حدثين هامين سبب لنا نحن الاقباط بعض الاحباط وبعضا من الغصه فى الحلق وهذين الحدثين هما :
1. عدم وجود اى قبطى فى مجلس قيادة الثورة رغم ان هناك ضابط قبطى يدعى واصف لطفى حنين قد شارك معهم ليلة الثورة وشارك فى اقتحام مركز قيادة الجيش وابلى بلاء حسنا وذلك باعتراف الكثير من الضباط الاحرار ورغم ذلك لم يتم ضمه الى مجلس قيادة الثورة وكان يجب على هذا المجلس ضمه كى لا يشعر الاقباط بالغبن من هذه الثورة وكى تكون الثورة فعلا ممثلة لكل المصريين .
2. ان الضباط الاحرار قد قرروا حل جميع الاحزاب والتى كان للاقباط فى ذلك الوقت مشاركة فعالة فى اغلبها ولكنهم فى نفس الوقت ابقوا على جماعة الاخوان المسلمين بحجة انها ليست حزب (حلت الجماعة فيما بعد وذلك بعد اصطدام الاخوان مع عبد الناصر لمحاولتهم السيطرة على الثورة).
ماسبق يكاد يتكرر هذه الايام مع اختلاف الازمنة والاشخاص فقد قامت ثورة الشباب فى 25 يناير الماضى ونجحت بمشاركة جميع طوائف الشعب فى تخليصنا من الحكم المستبد لمبارك .وكما حدث فى السابق من اجواء فرحة عمت جميع المصريين واولهم الاقباط بالتخلص من حكم مبارك الفاسد الا ان هناك شعور بالغبن والخوف لدى الاقباط وتقريبا لنفس السببين السابقين وذلك كالاتى :
اولا ان الشباب المخلص الذى قام بثورة 25 يناير ولحد علمى الى الان لم يكن بينهم اقباط وهذا ربما يرجع الى اسباب عديدة من اهمها ان العمل السرى يحتاج الى حد ما الى ان يكون بين اناس قريبة جدا من بعض والى اناس تثق فى بعض ثقة كبيرة وهذا ربما واقول ربما لم يكن متواجد الى حد كبير بين الكثير من الشباب الاقباط والشباب المسلمين فى الفترة السابقة بسبب سياسات النظام السابق الذى عمل بنظام فرق تسد. وانا هنا لا انا ولا غيرى نستطيع ان نطلب من احد يعد لقيام ثورة ان ينتقى الثوار المشاركين معه كى تراعى جميع اطياف المجتمع المختلفة ولكنى على الاقل اناشد الثوار الشباب الذين نجحوا فى القيام بهذه الثورة ان يسارعوا الى ضم عناصر قبطية كانت معهم فى الميدان وشاركتهم النضال فى التخلص من النظام السابق وذلك لازالة اى غصه فى حلوق القباط وكى يشعر الاقباط ان عصر التهميش والابعاد قد زال الى غير رجعة .
ثانيا ان اللجنة التى كلفها المجلس العسكرى الحاكم بتعديل الدستور يسيطر عليها دعاة الدولة الدينية فرئيسها هو المستشار طارق البشرى ذو الخلفية الدينية والذى يبشر فى مقالاته ولقاءاته بالدولة الدينية وكذلك فان من بين اعضاء اللجنة السبعة المحامى والنائب الاخوانى السابق صبحى صالح اى ان الاخوان المسلمين او بالتحديد دعاة الدولة الدينبة ممثلين بنسبة 25 % فى هذه اللجنة مع ان باقى اعضاء اللجنة لالون سياسى لهم على الاطلاق فهم قانونيين لا نستطيع ان نصنف احدهم بانه ليبرالى او يسارى او علمانى .... وبذلك فان هناك مخاوف جمة من ان ينجح الاخوان فى السيطرة بهذه الطريفة على الثورة وتوجيهها لتنفيذ مأربهم باقامة دولة دينية وبذلك فان مافشل فيه اخوان 1952 قد ينحج فيه اخوان 2011 .
ولذا فاننى اناشد المجلس العسكرى الحاكم ان يسارع الى ضم عناصر اخرى الى هذه اللجنة لان هذه لحظة تاريخية ويجب علينا الا نضيعها لاننا الان نضع لبنة هامة من لبنات بناء الوطن فتغيير الدستور او تعديله لا نقوم به كل يوم وهذا العمل ليس من اجلنا فقط بل من اجل الاجيال القادمة .ولا يجب على المؤسسة العسكرية او غيرها ان تقول ان التغيير سيكون قاصر على بعض مواد الدستور فقط وان المادة الثانية لن تمس فنحن الان فى امس الحاجة الى تغيير ايجابى لهذا الدستور وازالة اى مواد تثير الفرقة والتمييز بين ابناء الوطن الواحد .نحن فى حاجة الى دستور عصرى يناسب العصر الذى نعيش فيه .دستور ينص على ديمقراطية ومدنية الدولة .
دستور مرجعيته الاساسية ليست شريعة معينة بل الاعلان العالمى لحقوق الانسان .
كاتب مصري