الروائي محمد البساطي من جيل الستينيات واحد الكتاب الذين استشرفوا بالأدب المصري والعربي أفاقا جديدة ذات ملامح بنائية قويه ومضمون واضح تجلت صورته عبر عمليات التطوير والتجديد في بنية السرد وإيجاد عناقيد سردية متنوعة جعلت لروايات البساطي شكلا خاصا ومميزا من ناحية البناء.
تحت عنوان بنية السرد في روايات محمد البساطي كانت رسالة الباحث محمد احمد فواد سعيد التي تقدم بها لاداب الزقازيق ونال عنها درجه الماجستير بتقدير امتياز اشرف عليها د. مدحت الجيار وناقشها د. نجوي عانوس, د. عبد الفتاح عبد المحسن الشطي استاذ الادب العربي بجامعه القاهره. استعرضت د. نجوي في مناقشتها قضايا المنهج والاطر النظريه التي استخدمها الباحث, وجاءت مناقشه د. الشطي متفقه مع هذه الجوانب الخاصه باليات السرد وتقنيات البنيه, ثم تناول قضيه بناء الجمله العربيه فضلا عن أهميه التعبيرالادبي الرفيع لدي الناقد, ذلك ان صنعته هي الابداع النقدي وهو غايه دروب التعبير الادبي.
تكونت الرساله من مقدمه ثم تمهيد عن حياه الكاتب وثقافته ثم بابين: الاول وعنوانه بنيه الزمن والفضاء وكان الفصل الاول منه حديثا الزمن الروائي تناول فيه الباحث الزمن واشكالياته في بنيه السرد وكذا المسارات الزمنيه في هذه البنيه عند البساطي وهي الترتيب الزمني والفضاء ويحمل الفصل الثاني عنوان الفضاء الروائي تحدث فيه عن فضاءين ومالهما من كبير الاثر علي بنيه السرد في روايات البساط هما الفضاء الجغرافي وفيه اعتمد البساط علي الاماكن الماهوله علي مستوي جميع رواياته عن الاماكن الاخري التي جاءت بعدها في الاهميه, والفضاء النصي وفيه يميل البساطي الي شكل الكتابه الافقيه ومن ابرز ظواهرها الفنيه ظاهره( البياض), كذلك تناول رموز المكان ودلالته.
اما الباب الثاني وفيتكون من فصلين الاول عن المقامه السرديه وفيه عرض الباحث لمصطلح السرد مفهومه واساليبه ومكوناته كما تحدث عن الراوي والمروي اي الثلاثي الذي تتكون منه الرساله الادبيه, المرسل, والرساله, والمستقبل كذلك تحدث عن الصيغ السرديه (الماضي والمضارع والمستقبل والامر) والحقول الدلاليه للافعال في روايات البساطي متناولا مصطلحات الرواية السردية والحوار والتوظيف السردي للغه الروائيه من خلال أراء علماء اللغة والسينيولوجي (علم الدلالة).
الفصل الثاني عن تحولات الشكل السردي جاء الحديث فيه عن الاستهلال والبنيه الدائريه, والقطع السردي والتنقلات السرديه, ثم ايديولوجيه المفارقه, حيث تعتبر في لغه القص من الوسائل اللغويه الفنيه في التعبير عن شعور الانسان بمراره الواقع الذي لايملك تغييره الي جانب انها اللغه العصريه في كتابه الانماط الثقافيه, كما تضمن الفصل الثاني التناص عند البساطي والرويه السياسيه ودلاله الرمز. واستخلص البحث عده نتائج من بينها, وضوح اثر القريه التي نشا عليها البساط في اعماله الروائيه التي ظهرت عليها علامات القهر الاجتماعي والتهميش السياسي, ولفته الروائيه تحمل اكثر من وظيفه سرديه تتمثل في الصوت الذي يعمل علي تحريك النص واظهاره, واللون الذي يجسد مجموعه من الدلالات الخفيه التي تعكس واقع مصر السياسي, واللغه الروائيه عند البساطي اقرب الي الشعر في تجسيد التجربه الروائيه.
تاثر نظام السرد في رواياته بالف ليله وليله بدعوي المشاركه والجذب وتحقيق الاثاره والتشويق.