متأثرا بمرض سرطان الكبد الذي أجبره على ملازمة الفراش بعد أن عاني منه فترة طويلة، رحل عن عالمنا الكاتب الكبير محمد البساطي عن عمر يناهز 75 عاما، ليختفي عن الساحة الأدبية بوفاته، أحد أهم روائيي وقصاصي جيل الستينات في مصر والعالم العربي، مخلفا إرثا أدبيا كبيرا، انحاز في معظمه إلى البسطاء من الناس وأهل الريف.
وينتمي البساطي الذي لم تدم فرحته كثيرا بأرفع جائزة أدبية نالها بعد ثورة 25 يناير، وهى جائزة الدولة التقديرية في الآداب إلى جيل الستينيات، حيث ولد عام1937 ببلدة "الجمالية" المطلة على بحيرة المنزلة بمحافظة الدقهلية، والتي كتب عنها رواية "صخب البحيرة" التي وصف فيها جزءا من عالم طفولة صعبة غاشها بعد رحيل والده المعلم في مدرسة البلدة، إلا أنه استطاع أن ينهى دراسته الثانوية وينتقل إلى القاهرة، لينهى دراسته الجامعية وحصل على بكالوريوس التجارة عام 1960، وبعدها بعامين حصل على جائزة القصة من نادى القصة، التي كانت في حينها حلم كل الأدباء الشبان عن إحدى قصصه القصيرة، لتبدأ بعدئذ رحلته مع عالم السرد الروائي والقصصي.
عاش البساطى عالم البسطاء في مصر فكتب رواياته وقصصه عنهم، وكان من أهم كتاب أبناء جيله مثل صنع الله إبراهيم، وبهاء طاهر، وجميل عطية" في التعاطي مع الواقع المصري، ونقله بصيغة إبداعية قريبة من الناس، ومن مؤلفاته "التاجر والنقاش" و"المقهى الزجاجى" و"الأيام الصعبة" و"بيوت وراء الأشجار" و"صخب البحيرة" و"أصوات الليل" "ويأتى القطار" و"ليال أخرى" و"جوع"، و"الكبار والصغار" و"حديث من الطابق الثالث" و"أحلام رجال قصار العمر" و"هذا ما كان" و"منحنى النهر" و"ضوء ضعيف لا يكشف شيئا" و"ساعة مغرب".