خلال التسعينات المنصرمة من القرن الماضي ... ونحن فى بدء مجيئنا للقاهرة ، زارني بعملي بحي الزمالك بالقاهرة، الاخ الفنان التشكيلي السوداني محمد سعيد، ولعله تناسى اسمي، فناداني بمالك الحزين، لم استهجن الاسم فالعبوس والحزن لدينا جغرافية تصنعها شمس السودان الحبيب المشرقة وآفات ذلك البلد التي لا تنتهي.
ولكنه ايقظ في حس بآخر، وهو انه منذ ذلك النهار لم يعد للقاهرة معنى ولا طعم بالنسبة لي دون استصحاب كتابات أصلان ،ودون التوغل أكثر في التعرف على ماهية صاحب مالك الحزين، حتى أصبح نسيج القاهرة في معظمه بالنسبة لي هو ماكتبه ابراهيم أصلان ، ابراهيم أصلان صار مصر التي عرفتها، هذا الذى تعكس كتاباته الابداع في أروع معانيه تلك كانت بداية لعلاقة انتهت منذ يوم فقط بوفاة طرفها الاخر.. القاص المصري المبدع ابراهيم اصلان، حين فوجئت صباح الأحد 8 يناير2012 ، بإعلان على ناصية مقهى البستان الشهير بالقاهرة، حيث يتجمع كثيرا عدد لابأس به من أصدقاء ومعارف الكاتب المصري الكبير، نوه الاعلان بانتقال الجسد الى لقاء ربه ، ليترك لنا أصلان، شكل من أشكال الخلود نتعرف على العالم من خلاله.
في كتابات مثل :بحيرة المساء ويوسف والرداء ورواية مالك الحزين، التي يعرفها الصغير قبل الكبير في عالمنا المعاصر بعد أن حولت إلى فيلم سينمائي وهو فيلم الكيت كات.
وبعد فترة من التوقف وصلت الى 30 عاما ، توقف عندها أصلان، على هذه النصوص، حتى وكأن انتاجه قد نضب ، أشرق من جديد حين أصدر في العقد الأخير مجموعة توازيها وتفوقها هي (وردية ليل، عصافير النيل، خلوة الغلبان، شيء من هذا القبيل، حكايات من فضل الله، عثمان، وأخيراً غرفتان وصالة) وكل هذه الأعمال تحافظ على الصفة التي دائما ما وشمت أعماله ألا وهي الاقتصاد في اللغة والخرير في الصور.